قام مئات المسيحيين المصريين، أمس الأربعاء، بمسيرة إلى ميدان التحرير في وسط القاهرة، بعد أنباء عن استهداف دير من جانب من قال إنهم ضباط وجنود في الجيش. وقال شهود عيان إن المسيرة انطلقت من أمام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس القريبة، وإن المشاركين فيها رددوا هتافات تقول "شالوا مبارك جابوا مشير.. الإرهاب كبير كبير"، و"يا طنطاوي يا مشير.. ليه الجيش يضرب في الدير". ويشير المتظاهرون إلى المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم مصر منذ تنحي الرئيس حسني مبارك، بعد احتجاجات على سياساته استمرت 18 يوما. ويقول مسيحيون إن السلطات منعتهم بالقوة في أحيان كثيرة خلال حكم مبارك من بناء وصيانة كنائس. وانضم بضعة مسلمين إلى المسيرة، ما جعل المسيحيين يهتفون "أنا مينا وأخويا حسين.. شعب واحد مش شعبين". وقال المحتجون إنهم سيعتصمون في ميدان التحرير إلى أن يحال الضباط الذين أمروا بالهجوم إلى المحاكمة. ومنذ أواخر شهر يناير الماضي وحتى تنحي مبارك في الحادي عشر من فبراير، اعتصم ألوف المصريين في ميدان التحرير مطالبين بإنهاء حكمه. وقال كهنة إن قوات الجيش جاءت لهدم سور أقامه دير الأنبا بيشوي، شمال غربي القاهرة، لتوفير الحماية له خلال انفلات أمني تسببت فيه الاحتجاجت المناوئة لمبارك. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه لم يحدث أي اعتداءات على الدير، وأنه لا نية مطلقا لهدم الدير، إيمانا منه بحرية وقدسية أماكن العبادة للمصريين. وقال المجلس -في صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي- إن ما تم التعامل معه هو بعض الأسوار التي بنيت على الطريق وعلى أراضٍ مملوكة للدولة ودون سند قانوني.