ارتفع عدد قتلى المظاهرات فى البحرين إلى أربعة أشخاص بعدما نجحت الشرطة فى إخلاء ميدان اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة من المعتصمين المطالبين بإصلاحات سياسية عبر تفريقهم بالغاز المسيل للدموع والطلقات النارية، فيما وصف حقوقى بحرينى العقلية الحاكمة بالقبلية التى تعتمد على الحل الأمنى ولا تؤمن بالحوار. وقال شهود عيان إن الشرطة طوقت ميدان اللؤلؤة بعد منتصف ليلة أمس الأول واستخدمت القنابل المسيلة للدموع دون سابق إنذار وأطلقت النار على المعتصمين من مسافات قريبة ولاحقتهم فى الممرات المؤدية للميدان. وانتشرت أكثر من 50 مركبة مدرعة فى ساحة اللؤلؤة بعد وقت قصير من فض المحتجين. وأوضح النائب الشيعى معارض، على الأسود، العضو فى جمعية الإصلاح التى تمثل أكبر تيار شيعى بحرينى أن «عيسى عبدالحسن» (60 عاما) أصيب بالرصاص برأسه وأعلنت وفاته فى مستشفى السلمانية». وذكر الناشطون الداعون إلى التظاهرات على موقع فيس بوك أن القتلى الأربعة هم عيسى عبدالحسن، وحسين زايد، ومحمود مكى وعلى خضير. ووصف زعيم كتلة الوفاق أكبر كتلة للمعارضة الشيعية فى البحرين، الجليل خليل، أمس اقتحام الشرطة لساحة اللؤلؤة «إرهابا حقيقيا» وأضاف «أيا كان من اتخذ قرار مهاجمة الاحتجاج فإن هدفه كان القتل». ومن جانبه، رأى مدير مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، فى اتصال هاتفى مع الشروق «إن الوضع مرشح لمزيد من التأزم والاحتقان مع سقوط قتلى وإسالة الدماء التى تعد وقود الأحداث». وكشف «أن النظام الحاكم استعان بجنود من خارج البلاد لمواجهة المتظاهرين» وهو الأمر الذى اعتبره مؤسفا للغاية دون ان يفصح عن الجهة التى ارسلت تلك الجنود. ولم يتسن للشروق التأكد من هذه المعلومة من مصدر رسمى. وقال رجب رأيت صباح اليوم «أمس» القتلى فى المشرحة بإطلاق الرصاص الحى عليهم ونقل الجرحى على الأيدى لمنع السلطات سيارات الإسعاف من نقلهم، كما تعرض للضرب الأطباء والممرضون الذين يحاولون إسعاف الجرحى». وأكد أن «مطالب المتظاهرين ديمقراطية بحتة وبطريقة سلمية حيث إنهم لا يلقون حتى حجارة فى وجه رجال الأمن». وحول توقعاته بشأن لجوء السلطات البحرينية إلى الحوار فى مرحلة لاحقة بعد فشل الحل الأمنى فى التعامل مع المظاهرات قال «لا اعتقد فالعقلية التى تحكم البلاد عسكرية قبلية لا تؤمن بالحوار بل تؤمن بالقتل». وردا على اتهامات المظاهرات بدوافع طائفية حيث تعد الطائفة الشيعية أغلبية فى البلاد قال رجب «يحاول النظام الحاكم تصوير الأمر على أنه طائفى وهذا غير صحيح فالمظاهرات تضم الشيعة والسنة وهذا لا ينفى أن هناك مطالب بوقف التمييز الممنهج ضد الشيعة لكنها بالأساس دوافع ديمقراطية من ضمنها إطلاق سراح السجناء السياسيين والتوزيع العادل للثروات». ويتخوف عدد من الدول فى المنطقة وخاصة الخليجية من تحول الإمارة الخليجية الصغيرة إلى جيب إيرانى حيث يتبع أغلب السكان المذهب الشيعى بينما تخضع البلاد لحكم سنى. وفى المقابل قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية البحرينية العميد، طارق حسن الحسن، إن قوات الأمن حرصت على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية. وأكد تلقيه شكاوى من المواطنين بشأن الأضرار الجسيمة التى لحقت بهم على المستوى الشخصى أو الاقتصادى، كما كان لاستمرار الاعتصام فى هذه المنطقة الحيوية تأثير بالغ على الاقتصاد الوطنى وخلق أزمات مرورية، وتعطيل للحركة التجارية والسياحية. وأكد أغلب المتظاهرين أنهم يطالبون بإصلاحات وليس إسقاط النظام. وكلف العاهل البحرينى، الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة خاصة بالتحقيق فى سبب المظاهرات وأعمال العنف.