احتلت الثورة المصرية صدارة صحف عربية صادرة صباح اليوم الأحد، والتي اهتم بعضها باحتفالات الشعب المصري باليوم الأول من العهد الجديد، وخفايا وكواليس قرار تنحي الرئيس حسني مبارك، وانقلاب الإعلام والصحافة الرسمية عليه، واعتزام الجيش تشكيل مجلس رئاسي يتصدره عمرو موسى واستبيان يشير إلى علو أسهمه لتولي رئاسة الجمهورية. مجلس بقيادة موسى وكشف مصدر مطلع لصحيفة "الإمارات اليوم" الإماراتية عن اتجاه المجلس العسكري، الذي يتولى الحكم عقب تنحي الرئيس حسني مبارك، إلى تشكيل مجلس رئاسي سيكون على رأسه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، حيث قال المصدر إن موسى يرتب الأوضاع في جامعة الدول العربية تمهيدا لرحيله وتولي المنصب الجديد. وقالت الصحيفة إن الخبير العسكري صفوت الزيات توقع أن يقوم المجلس العسكري بإسناد المواقع القيادية في البلاد والمحافظات والمدن إلى قيادات عسكرية تقوم بعمليات تطهير سريعة للفساد والمفسدين، ثم تسليم السلطة لأصحاب الكفاءات العلمية، مشدداً على أن الثورة ملك الشعب المصري، وأن الجيش أقر بذلك، واعتبر أن تحية الناطق العسكري للشهداء عند تلاوته البيان الثالث، هو اعتراف بأن القائد وصاحب الثورة هو الثوار وليس الجيش. موسى.. الرئيس القادم وأوردت صحيفة "الدار" الكويتية نتائج استبيان أجراه موقع مصريون في الكويت على مدى ثلاثة أيام، والذي أبرز شعبية موسى، بحصوله على نسبة أكثر من 50% لاختياره رئيسا قادما لجمهورية مصر العربية، بعد تنحي مبارك، وأوضح الاستبيان، الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي، وانتهى يوم تخلي مبارك عن الحكم، أن أكثر من 16% يفضلون انتخاب وجه جديد لم يكن من الفاعلين في الحركة السياسية في السابق، بينما حصل نائب الرئيس عمر سليمان على نسبة أكثر من 10%. بينما تعادل في الاستبيان في السؤال الخاص باختيار الرئيس القادم كل من رئيس الوزراء المصري الأخير أحمد شفيق والعالم الحاصل على جائزة نوبل أحمد زويل بنسبة أكثر من 7% فيما لم يحصل المعارض المصري والحاصل على جائزة نوبل محمد البرادعي إلا على 3% ورئيس حزب الوفد السيد البدوي على 2%، كذلك تعادل كل من المعارضين أيمن نور وحمدين صباحي بنسبة أكثر من 1% فقط، فيما لم يوفق كل من الدكتور أحمد كمال أبو المجد ورفعت السعيد في الحصول على أي نسبة من عدد الأصوات المشاركة في الاستبيان. خفايا اليوم الأخير وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "القبس" الكويتية القصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه الرئيس حسني مبارك قبل أن يحسم موقفة ليلا، ويعلن التنحي الكامل عن السلطة، وأكدت أن سجالا حادا جرى بينه وبين بعض المقربين منه. وأوضحت المصادر أن الأسرة كاملة (بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده) التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة، وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية، وكلفت (خادمتين خاصتين بها، وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي) بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، وذلك في ثماني حقائب كاملة. تراجع 3 مرات ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن مصادر مصرية مطلعة القول إنه من المؤكد أنه مع تصعيد التظاهرات المليونية ودخولها الأسبوع الثالث ودخول محافظات في أنحاء مصر كافة على خط الثورة، بدا أن خروج الرئيس حسني مبارك كان قد حسم بالفعل، حيث قال اللواء أركان حرب متقاعد طلعت مسلم، إن هناك اتفاقاً بين الطرفين بأن تقوم القوات المسلحة بتولي مسؤولية إدارة البلاد في حال خرجت الأمور عن السيطرة. وأضاف للصحيفة أن ما يبدو أنه كان انقلاباً عقب الإعلان عصر الخميس الماضي عن البيان رقم واحد، وانعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في غياب مبارك ونائبه، لم يكن كذلك، وإنما كان تصرفاً طبيعياً للقوات المسلحة التي كانت تقوم بإدارة الأمور حسب الاتفاق السالف الذكر. وأضاف أن الحاصل بين الرئاسة والقوات المسلحة كان اختلافاً أكثر منه انقساماً. إلا أن مصادر أخرى مطلعة قالت ل"السفير" إن أحداث الخميس الماضي التي جاءت برسائل متناقضة، كانت بسبب اتفاق "الجميع" على تنحي مبارك "مرتين من قبل، لكنه كان يتراجع في آخر لحظة"، مضيفة أن القوات المسلحة خرجت بالبيان رقم 1 على أساس أن مبارك وافق، بعد انفلات الأمور لدرجة كادت أن تخرج عن السيطرة، أن يتنحّى. إلا أن مبارك تراجع، "للمرة الثالثة". رغبة في البقاء وأبرزت صحيفة "الدستور" الأردنية احتفالات الشعب بأول يوم في عهد يغيب عن مشهده الرئيس السابق حسني مبارك الذي تنحى تحت وقع نبض شوارع المدن المصرية التي نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية، حيث ردد آلاف الحضور كلمات أغان وطنية في ميدان التحرير الذي تحول إلى كرنفال يجمع كل فئات الشعب على هدف واحد هو التغيير والاحتفال بالانتصار. وأشارت الصحيفة إلى أنه في كل زاوية من الميدان يجتمع أشخاص يناقشون إمكانية الاستمرار في الاعتصام أو إخلاء الميدان، فمؤيدو فكرة البقاء وبعضهم من جماعة الإخوان المسلمين يرغبون في ذلك لعدم ثقتهم بضمانات الجيش والحكومة الموجودة حاليا لكون أغلب عناصرها تنتمي لحكومة مبارك، أما من يرغب في إخلاء الميدان، فيبرر ذلك بضرورة عودة الحياة اليومية العادية لحالها، ويهتف "الشعب يريد اخلاء الميدان". الإعلام الرسمي ينقلب ومن جانبها، أبرزت صحيفة "الحياة" اللندنية سعي المؤسسات الرسمية إلى تجميل صورة النظام وإخفاء ما شاب سنوات حكمه في محاولة لتضليل المصريين، واسترضاء الرئيس المخلوع وأعوانه، حيث تجلى في تغطية الصحف القومية والتليفزيون الرسمي، والتي انقلبت إلى النقيض تماما منذ اللحظات الأولى لإعلان تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم.