مليون سبب لضرورة رحيل مبارك وتغيير النظام، أظن أنه ضمن العشرة أسباب الأولى منها أن عندنا وزير خارجية اسمه أحمد أبوالغيط، يجلس على مقعد عظماء مروا على هذا المكان، من محمود رياض وإسماعيل فهمى ومحمد إبراهيم كامل وعصمت عبدالمجيد وعمرو موسى. يمكنك أن تختلف مع كل هذه الأسماء فى بعض وجهات النظر، لكن من الصعوبة الاختلاف على أنهم وجوه شرفت الدبلوماسية المصرية. أما أحمد أبوالغيط فيفضل أن يرتدى ملابس الجنرالات دائما، ويمسك فى يده بسيوف من خشب ويتصور أن العالم سوف يهتز بفعل تسديداته العبثية فى الهواء، أو هو الممثل الوحيد لدبلوماسية الجنرالات، ولذلك تندلع منه التصريحات وكأنه يلهو بمسدس، غير مدرك لأنه يلعب بالنار. ولعل تصريحه الأخير لقناة «العربية» الذى يلوح فيه بتدخل الجيش لقمع الثورة المصرية، بحجة الدفاع عن السلطة أمام من أسماهم المغامرين الذين يريدون انتزاعها، هو الأسوأ والأردأ والأخطر فى سلسلة تصريحاته التى تخاصم الشعور القومى العام طوال الوقت. وكنت أحسب أن أمثال أحمد أبوالغيط يجب أن يصمتوا ويتواروا عن الأنظار بعد زلزال 25 يناير الذى أسقط رءوسا كبيرة ولايزال يأخذ فى طريقه أسماء ورموزا قزمت مصر وأنهكتها وأفقرتها، حتى إننا عرفنا زمنا بات فيه البعض يفرون من منصب الوزير فرار السليم من المرض، وهم الذين طالما حلموا به، مثل جابر عصفور الذى قرر أن ينجو بنفسه من هذا النظام لدواع صحية. إن أخطر ما فى كلام أبوالغيط أن من شأنه تعكير العلاقة بين الجيش والشعب، فضلا عن أنه يستفز غضب الثائرين أكثر ويجعلهم أكثر شراسة فى الدفاع عن ثورتهم والوصول بها إلى منتهى أحلامها وأحلامهم، ومن ثم فهو يضع الطرفين «الجيش والشعب» فى مواجهة لا يريدها كلاهما ولا يسعى إليها، ولم يفكر فيها أصلا. وأظن أن الجالس على كرسى وزير الخارجية رأى بعينيه الحفاوة والحميمية والاحتضان الكامل بين الجيش وشعبه، والشعب وجيشه، وعليه فإن ما يفهم من تصريحاته أنه يريد توجيه رسالة مفخخة، أو طرد ملغوم، المؤكد أن انفجارها ليس فى مصلحة أحد. أرجوكم: أسكتوا أحمد أبوالغيط، أو امنحوه حقيبة وزارة الداخلية، إذا كان يفضل أن يكون جنرالا إلى هذا الحد.. أو أرسلوه إلى ميدان التحرير. اعتذار واجب للفنان المحترم المخرج حسن الوزير: نشرت قصيدته «توت توت» فى عدد أمس الأول صفحة 14 وعلى سبيل الخطأ كتب اسمه «المخرج صلاح الوزير» لذا لزم التنويه. [email protected]