«ممكن أشوف بعين واحدة والتانية فداك يا شهيد»، كان هذا نص العبارة المكتوبة على لافتة حملها محسن محمود، أحد ضحايا المواجهات التى شهدها ميدان التحرير، الأربعاء الماضى، بعد الهجوم المباغت الذى شنه مؤيدو حسنى مبارك على عشرات الآلاف من المعتصمين السلميين بالميدان المطالبين بإسقاطه. لم تمنعه إصابته البالغة بعينه اليمنى، بعد قذفه بقطعة ضخمة من الحجارة من احد مهاجميهم الذين تمركزوا أعلى كوبرى 6 أكتوبر، من الوجود مع زملائه فى الميدان للتصدى لأى هجوم وشيك من قبل من وصفهم ب«ميليشيات» النظام الذين يحاولون فض اعتصامهم السلمى بالقوة. وروى محمود، الذى أصيب فى أول يوم شارك فيه باعتصام التحرير بعد قدومه من المنيا، ما حدث قائلا «كنت فى الصفوف الأمامية من المعتصمين ناحية المتحف المصرى ظهر الأربعاء الماضى، وفوجئنا بهجوم العشرات من راكبى الخيول والجمال علينا يحملون أسلحة حادة فى الوقت الذى قام فيه آخرون بقذقنا بحجارة ضخمة وزجاجات مولوتوف من أعلى الكوبرى إلى أن أصبت بحجر ضخم فى عينى نقلت على إثره لتلقى الإسعافات بإحدى وحدات الميدان»، يوضح محمود. وأصر محمود على العودة لنفس المكان، رغم محاولة طبيبه منعه لإصابته البالغة. وقال بعد نوبة بكاء حادة «فور عودتى للمتحف فوجئت بسقوط 3 شهداء برصاص أحد الأفراد الذى حمل بندقية قنص تعمل بالليزر وكان يركب سيارة ملاكى»، مضيفا «الجيش قبض عليه بعد ما قتل رجل عنده خمسين سنة واتنين شباب زى الورد من زمايلى». «مش هامشى من الميدان إلا بعد رحيل مبارك وإن شاء الله ربنا هينصرنا، إما الرحيل أو الشهادة»، كانت تلك آخر كلماته قبل أن يتركنا عائدا لموقعه فى نقطة تأمين المتحف.