وصفت صحيفتا "نيزافيسيمايا جازيتا"، و"كوميرسانت" الروسيتان الصادرتان، اليوم الأربعاء، الوثائق التي نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية، بأنها تمثل ضربة موجهة إلى الجناح المعتدل في القيادة الفلسطينية. وقالت "نيزافيسيمايا جازيتا"، "إن مراقبين يخشون أن يثير نشر هذه الوثائق رد فعل الفلسطينيين الغاضب، وخاصة أن الكثيرين منهم يشعرون بخيبة الأمل في مفاوضات مع إسرائيل"، مرجحة أن تضطر القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ مواقف متشددة، لكي لا تفقد ثقة عامة الشعب، الأمر الذي يضع عقبة منيعة أخرى على طريق عملية السلام. واعتبر الخبراء الذين تحدثوا لصحيفة "كوميرسانت" أن الوثائق التي كشفت عنها الجزيرة، وجهت "ضربة قاضية" إلى الجناح المعتدل في القيادة الفلسطينية، الذي بمقدور إسرائيل مفاوضته. وقد يؤكد محتوى هذه الوثائق للعرب، برأي الخبراء، أن استخدام اللغة الدبلوماسية مع إسرائيل عبث لا طائل من ورائه، ما دام يفشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" في التوصل إلى اتفاق معها، حتى من خلال تقديم تنازلات. وكان مسؤولو السلطة الفلسطينية قد اعتبروا أن ما قيل في الوثائق التي نشرتها الجزيرة عن موافقة فلسطينية لتبادل الأراضي مع إسرائيل، وفق نسبة غير متكافئة، بلغت 1 إلى 50 أمرا غير صحيح. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه تعليقا على الوثائق السرية، التي قامت الجزيرة بنشرها، أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كانت أكثر المفاوضات شفافية من بين الأعمال السياسية، التي جرت في المنطقة في التاريخ المعاصر، مشيرا إلى أنه لم تحدث أية واقعة صغيرة أو كبيرة خلال المفاوضات إلا وتم التحدث عنها أمام الرأي العام. وأشار عبد ربه إلى أن ما تفعله الجزيرة اليوم محاولة لتشويه سمعة القيادة الفلسطينية في حملة متزامنة مع أخرى تنفذها إسرائيل، ومن يتحالف معها تستهدف القول، إن "أبو مازن" ليس شريكا، وأن السلطة تمادت في سياستها، وهناك من يزعم -مثل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان- أن السلطة الفلسطينية مقبلة على الانهيار. وقالت الجزيرة، "إنها شرعت في الكشف عن أكثر من 1600 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك بعد أن حصلت على وثائق ومحاضر مهمة لجلسات خلف الستار".