بعد النجاح اللافت الذى حققته مسرحية «شيزلونج» على خشبة المسرح العائم الصغير بالمنيل قرر الفنان رياض الخولى، رئيس البيت الفنى للمسرح، تبنى العمل بصفة مستديمة وعرضه فى الفترة المقبلة بمحافظات مصر المختلفة على أن تبدأ الجولة بمحافظة الإسكندرية الشهر المقبل. قال الخولى ل«الشروق» إنه قرر تبنى العرض تطبيقا لسياسة البيت الفنى وهى مكافأة العروض الناجحة ودعم صانعيها، من أجل فك شفرة معادلات التواصل مع الجمهور من خلال أعمال ذات مستوى فنى راق. وأضاف: شعرت أن أبطال العرض أبنائى وأحببت فيهم روح الجماعة وحبهم للعرض، الذى يظهر فى بذلهم قصارى جهدهم لإسعاد المشاهد والارتقاء بالعرض ليكون واجهة مشرفة لهم ولشادى سرور مدير مسرح الشباب منتج العرض آملين أن يجوبوا به الدول العربية ممثلين مصر بها. وأكد الخولى أن التعامل مع هؤلاء الشباب فى غاية الراحة لحرصهم على مصلحة العرض فى المقام الأول وبعدهم عن تحقيق أى أغراض أو مصالح شخصية. «شيزلونج» مسرحية ارتجالية مكونة من عدة أفكار تجسد كل واحدة منها مشكلة يعانيها شباب الجيل الحالى كأن يشعر أحدهم بالوحدة وعدم وجود أصدقاء بجواره أو أن يعانى شاب من عدم وجود مشاكل فى حياته فيسعى للبحث عنها فى المقاهى وعربات المترو والمواصلات العامة. وتلك الفتاة التى تعانى السمنة فينفر منها الأصدقاء ويتخذونها سخريا إلى أن تشعر أنها إنسانة «فرز ثالث»، وشاب آخر يبحث عن صورة «جده»، الذى يجسد له عبق الأصالة والتاريخ والاحترام بينما ينفر منها ذلك «الزملكاوى»، الذى يظنه يتحدث عن «جدو» لاعب الأهلى مصورا أزمة مشجعى النادى، الذين يمنون أنفسهم بوجود العميد «بابا مات يوم 6/1». ومنهم كذلك أصيب بعقدة الصينى، الذى غزا العالم «حتى الحلاق صينى وزفة الفرح بقت بالصينى»، وشاب نوبى يعانى فصله عن المجتمع المصرى بادعاء أنه سودانى ذاكرا أبرز النوبيين، الذين وصلوا للعالمية «بموت الموسيقار النوبى حمزة علاء الدين نكست أمريكا واليابان أعلامها ثلاثة أيام حدادا عليه ولا يعرفه أحد فى مصر». بينما يبحث شاب عن المكان الذى حفظت فيه كرامة المواطن إلى أن يجد أحرف كلمة كرامة «ك: كانت، ر:راحت، أ: انتهت، م: ماتت، ت: تاهت». كل تلك المواقف تمر مرور الكرام على خشبة المسرح بطريقة كوميدية سريعة فى ساعة زمنية هى مدة العرض، حيث يرتدى أبطال العرض اللون الأبيض المرصع بما يدل على حلة كل منهم ليتناثروا على جنبات المسرح مجسدين كل فكرة على حدة بتوجيهات من الطبيب النفسى الذى يرتدى الأسود وحيدا، وهو يحاول شرح مشكلات المرضى للجماهير عبر «الشيزلونج» الوهمى، الذى ينفر من أزماتهم وسط ديكور بسيط بأقل الإمكانات يعبر عن حالة التمزق التى يعيشها هؤلاء الشباب. وبين الحين والآخر يظهر مريضان يتقمصان شخصيات «زيطة وزمبليطة» وعلى صدر كل منهما أحبال غسيل، كأنهما يتحدثان من الشرفة عن مشاكل النساء الخاصة بشكل يفجر ضحكات الجمهور. جدير بالذكر أن «شيزلونج» عند بداية عرضها اختلفت كثيرا عنها الآن، حيث أضاف المخرج والشباب كما كبيرا من الجمل الحوارية حتى لا يمل المشاهد إذا ما رآها أكثر من مرة لتكون تجربة مسرحية تستحق الإشادة، وتستدعى أن يكون لها جمهور من أعمار مختلفة مهما عانت الحركة المسرحية من الركود ومهما ساءت أحوال الطقس. وعن تلك الإضافات يقول محمد الصغير مخرج العرض هنالك بعض المشاهد، التى تعمدت أن أرجأها حتى يتمكن الأبطال من أدواتهم المسرحية مثل مشهد الحادثة فى بداية المسرحية فضلا عن المشاهد، التى تعمدت أن أكثفها لكونها تخاطب شباب الجيل الجديد الذى يفتقد هويته الوطنية وانتماءه لبلده، كما أضاف المخرج شادى سرور مدير مسرح الشباب بعض اللمسات الكوميدية والدرامية، التى نالت إعجاب الجمهور. ينتهى عرض «شيزلونج» بأغنية «بالورقة والقلم» المأخوذة من فيلم «عسل أسود» لأحمد حلمى كلمات نور عبدالله وغناء ريهام عبدالحكيم وهى تحكى حال الشعب المصرى، الذى يجد فى مصر معيشة صعبة وبالرغم من ذلك ما زال يتشبث بالأمل. أبطال العرض الثمانية عشرة هم: أحمد مجدى ومصطفى خاطر ووليد الهندى وحمدى أحمد ومحمد توب وحمدى التايه وبلال على وسارة درزاوى ومحمد أنور وبسام عبدالله ورانيا عبدالمنصف وريهام سامى وياسمين فهمى ومصطفى أحمد وإسماعيل السيد ولقاء الصيرفى وعمر بهى ورامز سامى.