انطلقت أمس فى مدينة اسطنبول التركية المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى، وسط توقعات أمريكية بعدم إحراز تقدم كبير وتحذير إيرانى من تفويت «الفرصة الأخيرة». وشارك فى المحادثات التى تسير على نمط اجتماع مشابه عقد فى ديسمبر 2009 مسئولون من الدول الخمس التى تتمتع بالعضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولى وهى بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب ألمانيا فيما يعرف باسم مجموعة خمسة زائد واحد. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نحن لا نتوقع أى انفراجات كبيرة لكننا نريد أن نرى ظهور عملية بناءة من شأنها.. أن تدفع إيران إلى الانخراط مع المجتمع الدولى فى عملية ذات مصداقية ومعالجة بواعث القلق لدى المجتمع الدولى بشأن برنامجها النووى». وتشتبه واشنطن وبعض حلفائها فى أن إيران تستخدم برنامجها النووى كستار لصنع أسلحة نووية. وتقول طهران إن البرنامج يهدف لتوليد الكهرباء فحسب. وطرحت مجموعة خمسة زائد واحد فى عام 2009 فكرة تبادل الوقود تقوم إيران بموجبها بمقايضة جزء من اليورانيوم منخفض التخصيب لديها مقابل الحصول على وقود معالج خصيصا لتشغيل مفاعل ينتج النظائر الطبية فى طهران. وردا على سؤال عما إذا كان الأمر يقتضى مراجعة المبادرة لتأخذ فى الاعتبار اليورانيوم منخفض التخصيب الذى أنتجته إيران منذ عام 2009 قال تونر «ينبغى أن يكون هناك نوع من الترتيب المعدل لكننا نرحب ببحث ذلك بتفصيل أكبر». وأعلن مندوب إيران فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اصغر سلطانية إن محادثات اسطنبول تعتبر الفرصة الأخيرة للغرب للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى انه بمجرد نجاح إيران فى إنتاج الوقود النووى اللازم لتشغيل مفاعلها الخاص بالنظائر الطبية المشعة فإن طهران لن تعود إلى طاولة المحادثات مستقبلا فى حال فشل لقاء اسطنبول. وفى تصريح خاص ل«الشروق»، قال مستشار الرئيس التركى عبدالله جول لشئون الشرق الأوسط أرشاد هورموزلو إن استضافة بلاده مجددا لطاولة مفاوضات بين الدول الست الكبرى وإيرانباسطنبول تأتى من منطلق رغبة تركيا فى رؤية شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، مؤكدا فى الوقت ذاته «أن جميع دول المنطقة لها الحق فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية». وأوضح أن الحوار بين الدول الكبرى وإيران «هو أفضل السبل كما ترى تركيا لحل المشكلة وان طرحها على طاولة المفاوضات يمكن أن ينزع فتيل الأزمة بين الدول الغربيةوإيران حول برنامجها النووى فى حال ما إذا تعنت هذا الطرف أو ذاك». من ناحيته، أوضح مدير إدارة نزع السلاح بالجامعة العربية السفير وائل الأسد فى تصريحات خاصة ل«الشروق» بأن الجامعة العربية لها موقف مبدئى من البرنامج النووى الإيرانى يتفق مع موقف حركة عدم الانحياز التى ترأسها مصر حاليا والمتمثل فى دعم حق الدول المنضمة إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية وان هذا الحق يطبق على إيران كما يطبق على باقى الدول بدون استثناء طالما هذه المنشات النووية والتكنولوجية تخضع لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ودعا المجتمع الدولى إلى ضرورة الاهتمام والتركيز على الدول التى لم تنضم إلى المعاهدة وتمتلك منشآت نووية غير خاضعة للضمانات الدولية، فى إشارة واضحة إلى إسرائيل.