بعد أن وصل الرئيس الصينى إلى الولاياتالمتحدة أمس الأول فى زيارة مهمة تتضمن مناقشات تتطرق إلى العديد من القضايا الاقتصادية والأمن الدولى، أقام له نظيره الأمريكى باراك أوباما حفلة عشاء رسمية، وبدأ الرئيسان فى بحث قضايا عديدة تمتد من القضايا الأمنية الجيوسياسية مثل كوريا الشمالية وإيران، إلى الاقتصاد العالمى وقضايا التجارة، والقضايا الثنائية. ويرى عدد من المحللين أن العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة قد تطورت إلى علاقات قوية ومتينة على مدى العقود القليلة الماضية على الرغم من وجود بعض الخلافات. وفى اللقاء تنبأ الرئيس الأمريكى بأن علاقة واشنطن وبكين سوف «تشكل القرن الواحد والعشرين»، مضيفا: «البعض فى الصين يعتقدون أن أمريكا ستحاول احتواء طموحات الصين، والبعض فى أمريكا يعتقدون أن ثمة شيئا يخشى منه فى الصين الصاعدة. أما أنا فلى وجهة نظر مختلفة». وعلى الرغم من تفاؤل أوباما فإن البعض يعتبر أنه لا يوجد أفضل من كلمة «معقدة للغاية» لوصف العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين، فبالرغم من التنافس بين القوتين، فإنهما فى حاجة إلى بعضهما البعض كما أن علاقات التبادل التجارى مهمة جدا للطرفين. وتعتبر الصين أكبر ثالث شريك تجارى، إذ صدرت للولايات المتحدة منتجات عام 2010 ب334 مليار دولار، فى حين صدرت الولاياتالمتحدة للصين منتجات تقدر ب82 مليار دولار فقط. كما أن السلطات الصينية تعتبر ثانى أكبر دائن رسمى للولايات المتحدة، حيث يوجد على الأراضى الصينية مئات المليارات من الأصول المالية الأمريكية. وفى المقابل تعتبر الولاياتالمتحدة أهم شريك تجارى ثنائى للصين ومصدرا مهما للاستثمار وتصدير التكنولوجيا. ويعتبر البعض أن مصالح الولاياتالمتحدة والصين متشابكة بدرجة تجعل من العداء بينهما أمرا مستبعدا، وإن كان ذلك لا يعنى عدم وجود اختلافات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قد ذكرت فى كلمة لها الأسبوع الماضى أن الولاياتالمتحدة والصين بلغتا «منعطفا حاسما» وستحتاجان إلى السعى لانتهاج سياسات حكيمة ولأن تكونا صريحتين حيال خلافاتهما وذلك لغرض إبقاء علاقتهما الثنائية «فى مسار إيجابى». وأضافت كلينتون أن «البعض فى تلك المنطقة وهنا فى الوطن يعتبرون تنامى الصين تهديدا سيؤدى إما إلى صراع على غرار صراع الحرب الباردة أو انحدار أمريكا. والبعض فى الصين يتوجسون من حقيقة أن الولاياتالمتحدة عازمة على احتواء نهوض الصين وتقييد نموها.. إننا نرفض وجهات النظر تلك». وعن قضايا حقوق الإنسان، ذكرت كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستواصل رفع صوتها بشأن سجل الصين فى مجال حقوق الإنسان، بما فى ذلك فرضها رقابة على المدونات، وسجن النشطاء السياسيين، وحظر الحرية الدينية. ومضت قائلة «إن الصين كعضو مؤسس للأمم المتحدة ملتزمة باحترام حقوق جميع مواطنيها وهى حقوق عالمية تعترف بها الأسرة الدولية».