على الرغم من تفاؤل نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تيليكوم، بصفقة الاندماج بين مجموعة فيمبلكوم الروسية وشركة ويند تيليكوم (ويذر انفستمنت سابقا) التى تمت الموافقة النهائية على إبرامها أمس الأول، فإنه «متشائم تجاه وضع شركته فى الجزائر»، على حد تعبيره ل«الشروق»، مشيرا إلى أنه «كان يستعد للجوء إلى التحكيم الدولى لحل نزاعه مع الحكومة الجزائرية». واعتبر ساويرس أن الضرائب التى فرضتها الحكومة الجزائرية بأثر رجعى على جيزى (وحدة أوراسكوم هناك) «جزافية وليس لها أى أساس من الصحة». كان وزير التجارة الجزائرى، مصطفى بن بادة، قد قال ل«الشروق» أمس الأول، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة الاقتصادية العربية فى شرم الشيخ، إن تقديرات جيزى ليست جزافية، ولكنها صحيحة وحقيقية»، بحسب تعبيره، مؤكدا عزم بلاده شراء الشركة فور الانتهاء من تقييمها، لكنه رفض الإفصاح عن موعد متوقع لإتمام عملية الشراء. «لو كنت أرى أن تقديرات الضرائب صحيحة، ما كنت توجهت إلى القضاء للاعتراض عليها»، هكذا علق ساويرس، ل«الشروق»، على تصريحات الوزير الجزائرى، مشيرا إلى أن «جيزى لم تخرج من صفقة فيمبلكوم، ولكنه من السابق لأوانه التحدث عنها حاليا، فنحن ننتظر عرض الحكومة الجزائرية». كانت الحكومة الجزائرية قد طالبت جيزى بسداد ضرائب بقيمة 800 مليار دولار، بأثر رجعى، وهو ما اعتبرته الشركة وقتها تقديرا مبالغا فيه، ولجأت إلى القضاء للطعن على هذه التقديرات إلا أن الحكم جاء لصالح مصلحة الضرائب الجزائرية. وبالرغم من أن الوزير الجزائرى كان قد أكد ل «الشروق» أن حكومته «لا تخص شركة بعينها، أو مستثمرا بعينه، بل تتبعت شركات كثيرة منها شركات جزائرية لتحصيل الضرائب المتأخرة عليها». إلا أن ساويرس ينفى تعرض أى شركة عاملة فى الجزائر للضغوط التى تتعرض لها جيزى. ورفض ساويرس تحديد قيمة محددة لقبوله بيع جيزى للحكومة الجزائرية، مشيرا إلى أنه سيقبل سعرا عادلا وإنما قال «حق الشفعة معترف به دوليا ولكنه لا يعنى أن تقوم الحكومة بالتقليل من قيمة جيزى». وتبعا لصفقة الاندماج الجديدة بين فيمبلكوم وويند، فإن المجموعة الروسية ستتقاسم مع ساويرس أى خسائر أو مكاسب مالية تتعلق بتأميم محتمل لجيزى. وبعيدا عن النظرة السلبية التى تسيطر على رجل الأعمال المصرى فيما يتعلق بمستقبل جيزى، فإن رؤيته لمستقبل صفقة الاندماج مع فيمبلكوم إيجابية، حيث يتوقع ساويرس أن تتمكن شركته فى الأجل الطويل من الحصول على مقاعد فى مجلس إدارة فيمبلكوم، على الرغم من أنه تخلى عن الحق فى الحصول على ذلك فى الوقت الراهن. وأضاف ساويرس أنه «متفائل إلى حد ما بأن الصفقة ستمضى قدما وتحظى بفرصة كبيرة جدا لاتمامها»، وهو نفس التفاؤل الذى أعرب عنه الرئيس التنفيذى لشركة فيمبلكوم، الكسندر ايزوسيموف، قائلا: «أنا على ثقة من الحصول على تأييد حملة أسهم حصص الأقلية فى فيمبلكوم للصفقة خلال الاجتماع الاستثنائى الذى سنعقده يوم 17 من مارس المقبل». كانت مجموعة فيمبلكوم الروسية للاتصالات، قد أعلنت، أمس الأول، أن مجلس إدارتها وافق بشكل نهائى على الصفقة المعدلة للاستحواذ على 51.7% من شركة أوراسكوم تيليكوم، بالإضافة إلى شركة ويند الإيطالية بالكامل، التابعتين لمجموعة ويند تيليكوم، المملوكة لنجيب ساويرس، رغم استمرار معارضة المساهم الرئيسى للمجموعة تلينور. مشكلة جيزى تدفع أوراسكوم إلى سداد قروضها قبل استحقاقها