خلال مؤتمره الصحفى بمناسبة اكتمال المائة يوم الأولى من حكمه، فاجأ الرئيس باراك أوباما الأمريكيين بإعلان رأيه فى ممارسات إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش ضد المعتقلين المتهمين بالإرهاب. قال أوباما «إن الإغراق الوهمى الذى مارسته إدارة بوش هو شكل من أشكال التعذيب الصريح». ويجعل الاغراق الوهمى المعتقل يشعر بأنه سيموت. وكانت الحكومة الأمريكية وقعت على معاهدة الأممالمتحدة ضد التعذيب فى 10 أبريل 1988 خلال فترة حكم رونالد ريجان، ثم وقع عليها الكونجرس لاحقا. ورغم وجود نص فى المادة الثانية من قانون المعاهدة يذكر أنه «لا يبرر التعذيب أى من الظروف الاستثنائية، سواء كانت تتعلق بحالة حرب أو التهديد بالحرب، أو عدم الاستقرار الداخلى، أو أى موقف سياسى طارئ». تظهر أحدث استطلاعات الرأى التى أجريت على آلاف المواطنين الأمريكيين انقساما واضحا حول قبول فكرة استخدام الحكومة الأمريكية أساليب التعذيب، وانقسم أيضا الأمريكيون حول تعريف هوية المقصود بالتعذيب. وقامت صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع شبكة CBS سى بى أس الإخبارية بإجراء استطلاع للرأى على عينة من 973 مواطنا أمريكيا يمثلون شرائح تعليمية واجتماعية مختلفة خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل 2009 حول آرائهم فيما قامت به الحكومة الأمريكية من تعذيب المعتقلين أثناء التحقيق معهم. وسألت الصحيفة إذا ما كان أسلوب الإغراق الوهمى بالماء مبررا؟.. ورأى 37% أنهم يبررون استخدام هذا الأسلوب، فى حين رأى 7% أنهم قد يبررون أساليب التعذيب فى حالات معينة. ورفض 46% بصورة قاطعة ممارسة أسلوب الإغراق الوهمى تحت أى ظروف، فى حين أعرب 10% منهم عن عدم تأكدهم من الإجابة عن هذا السؤال. وعند سؤالهم عما إذا كانوا يعتبرون استخدام أسلوب الإغراق الوهمى من قبل المحققين الأمريكيين تعذيبا، رد 71% منهم أنه تعذيب، فى حين رأى 26% أنه لا يعتبر تعذيبا، و3% لم يتأكدوا من إجابتهم. أما صحيفة واشنطن بوست وشبكة أيه بى سى ABC الإخبارية فقد تناولت الموضوع من ناحية مختلفة، وسألت 1072 من الأمريكيين إذا ما كانت سياسات إدارة أوباما تجعل الولاياتالمتحدة أكثر أمانا من خطر الإرهاب، أم أقل أمانا، أم أن سياساته لم تغير احتمالات تعرض الولاياتالمتحدة لخطر الإرهاب؟ وكانت الإجابات كالآتى: 32٪ أكثر أمانا 21٪ أقل أمانا 43٪ لا يوجد فارق 4٪ غير متأكد وظهر انقسام كبير بين هذه الشريحة من المواطنين الأمريكيين عند سؤالهم إذا ما كانوا يؤيدون سياسة أوباما المطلقة فى عدم اللجوء لأساليب التعذيب، ومهما كانت النتائج. أم يجب اللجوء للتعذيب فى بعض الحالات. 49٪ لا يجب اللجوء للتعذيب مطلقا 48٪ يمكن استخدام التعذيب فى بعض الحالات 3٪ غير متأكد وسأل مركز بيو Pew لأبحاث الرأى العام عينة من 742 مواطنا أمريكيا خلال الأسبوع الأخير من أبريل 2009، إذا ما كان استخدام أساليب التعذيب ضد المتهمين بالإرهاب من أجل الحصول على معلومات شديدة الأهمية، يعد مبررا مقبولا لديهم. رد 49% منهم بأنهم يرون التعذيب فى هذه الحالة أمرا يمكن تبريره، فى حين رأى 25% فقط أن التعذيب لا يمكن تبريره أبدا، وعبر 22% عن إمكانية التبرير فى حالات نادرة، وذكر 4% من المستطلعين أنهم غير متأكدين من إجابتهم. ومن ناحية أخرى، أجرت مؤسسة جالوب Gallup استطلاعا للرأى فى الفترة بين 24 25 من أبريل 2009 على عينة من 1044 مواطنا أمريكيا كانت نتائجه: هل ترى أن استخدام طرق خشنة فى استجوابات المتهمين بأعمال إرهابية مبررا أم غير مبرر؟ 55٪ استخدام الطرق الخشنة مبرر 36٪ استخدام الطرق الخشنة غير مبرر 9٪ غير متأكد وعقب رالف إيمرسون، هندى أمريكى يعمل خارج العاصمة واشنطن، على هذه النتائج مستغربا «هذه هى أمريكا! وليست ألمانيا النازية. ولا أعرف كيف يدعم اليمين الأمريكى ممارسات التعذيب». أما تيرى جيلبرت، طالب الدراسات العليا بالجامعة الأمريكيةبواشنطن، فقال: ما الفارق بين الطرق الخشنة والتعذيب؟.. هذه نكتة أن نحاول أن نفرق بينهما! ألم يقل الرئيس بوش فى عام 2006 أننا لا نعذب أحدا، العار عليه. وعند سؤالهم إذا ما كان ينبغى على إدارة أوباما تكليف جهة حكومية بالقيام بتحقيقات ومحاسبة المسئولين عن استخدام الأساليب الخشنة فى استجوابات المتهمين بالإرهاب: 51٪ أؤيد القيام بالتحقيق 42٪ أعارض إجراء تحقيق 7٪ غير متأكد ورغم رغبة غالبية الأمريكيين فى تقديم المسئولين للمحاكمة كما يظهر الاستطلاع السابق، وعدت إدارة أوباما موظفى وكالة الاستخبارات الأمريكية بعدم مثول أى من موظفيها للمحاكمة.