وصل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أمس الاثنين، إلى واشنطن، حيث بحث مع نظيره الأمريكي باراك أوباما المسائل الدولية، وشؤون مجموعتي العشرين والثماني، فضلا عن مشكلة "الإرهاب الإسلامي"، بعد يومين على مقتل فرنسيين في النيجر. وقال ساركوزي بعد اللقاء مع أوباما في مكتبه البيضاوي، إن "الولاياتالمتحدةوفرنسا مصممتان أن تكونا حليفتين في قضية الإرهاب، نعتبر معا أن الضعف غير مقبول، ولا خيار آخر لدينا سوى مكافحة الإرهابيين في كل مكان يوجدون فيه". وأضاف ساركوزي، أن "الديموقراطيات لا يمكنها الرضوخ، وعليها الدفاع عن نفسها عندما يشكك في قيم أساسية إلى هذا الحد"، واتهمت فرنسا ومالي، أمس الاثنين، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالوقوف وراء خطف فرنسيين اثنين في النيجر قتلا، السبت الماضي، خلال هجوم شنته القوات الفرنسية على الأراضي المالية ضد الخاطفين. من جهته، قدم أوباما تعازيه إلى الفرنسيين، مؤكدا أن هذه القضية "تبرز التحدي الذي يشكله الإرهاب الذي يتعلق بنا جميعا"، وأضاف، "أنه مجال يرتدي فيه التعاون بين فرنساوالولاياتالمتحدة أهمية كبيرة". وقال أوباما، "بالتأكيد الفرنسيون هم من بين حلفائنا الأكثر صلابة، وفي الحلف الأطلسي. إنهم أعضاء أساسيون في القوة الدولية (...) يضحون بأنفسهم إلى جانب العسكريين الأميركيين في أفغانستان"، وأضاف، "نحن ممتنون كثيرا لهذه التضحيات". من جهة أخرى، قال ساركوزي، الذي يتولى رئاسة مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين، إن فرنسا "تريد أن تعمل يدا بيد" مع الولاياتالمتحدة، لتقديم مقترحات مشتركة حول العملات في إطار مجموعة العشرين، وتابع، "قلت (للرئيس أوباما) إلى أي درجة تريد فرنسا أن تعمل يدا بيد مع الولاياتالمتحدة". وتدعو فرنسا إلى تعزيز دور صندوق النقد الدولي، وتطوير عملات أخرى غير الدولار على الساحة الدولية، مثل اليوان الصيني، وقال ساركوزي، "ستعمل فرقنا معا بجد لتقدم مقترحات في الاتجاه نفسه، وحول المواضيع الكبرى وهي العملة وأسعار المواد الأولية، وجميع المواضيع المطروحة على طاولة مجموعة العشرين، للحد من انعدام التوازن العالمي". وأضاف، "أعرف الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في العالم، ودور الدولار كعملة رئيسية في العالم، وسنقترح أفكارا جديدة على مجموعة العشرين، كما على مجموعة الثماني"، وقال مسؤول أمريكي كبير، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن ساركوزي بحث مسألة النظام النقدي العالمي خلال هذه المحادثات، وفي السياق نفسه، عقد وزير الخزانة الأمريكية، تيموثي غايتنر، ووزيرة الاقتصاد الفرنسية، كريستين لاغارد، اجتماعا، أمس الاثنين، في واشنطن، وقالت متحدثة باسم وزارة المالية الأمريكية في بيان، إن اللقاء تناول "التطورات الأخيرة في أوروبا والاقتصاد الأمريكي، وبرنامج مجموعة العشرين للعام 2011، خصوصا البرنامج المتعلق بالتسوية المالية"، وانتهز ساركوزي فرصة غداء العمل الذي تلى اللقاء في البيت الأبيض، ليتحدث عن إطلاق النار الذي أودى بحياة 6 أشخاص، وتسبب بإصابة نائبة ديموقراطية أمريكية بجروح خطيرة في ولاية أريزونا (جنوب غرب)، السبت الماضي، وقال إن "الشعب الفرنسي هزته الفاجعة، التي شهدتموها"، وكانت مصادر ذكرت أن ساركوزي سيتوجه مساء إلى نيويورك، للقاء كل من العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يمضي فترة نقاهة، إثر خضوعه لعملية جراحية، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.