يظل الغناء فى المناسبات الوطنية أو الطارئة المرتبطة بحدث ما سواء كان فاجعة مثل حادث الكنيسة، أو سارا مثل الفوز ببطولة رياضية. يحتاج إلى نوع من التنظيم ولا يترك للعشوائية كما يحدث فى أمور كثيرة داخل مصر. وهذا التنظيم الغرض منه أن تخرج الأعمال بالشكل المناسب من حيث المستوى الفنى. بحيث لا تبدو فقيرة وسطحية. لأنه ليس من المعقول مع كل مناسبة نجد القنوات تذيع أعمالا بهذا المستوى لمجرد أن مطربها أو ملحنها لديه استوديو تسجيل وبالتالى يجمع عدد من أصدقائه وهات يا رقع وخبط. ونجد القنوات والبرامج تفتح لهم الباب لتدشين العمل وسط زفة الحدث. أمر جميل أن يكون الفنان مهتماً بقضايا وطنه، ولكن الأجمل أن يكون هناك كبير يتولى المسئولية الفنية وما أكثر الملحنين الكبار فى مصر الذين لديهم القدرة على ذلك. سواء من حيث اختيار الكلام الذى يصلح لكى نخاطب به الناس وكيفية التعامل معه موسيقيا وثقافيا. واختيار طريقة العرض. لأننا خلال فترة أحداث الكنيسة، وجدنا أعمالا كثيرة عيب أن تخرج من مصر بلد الغناء. وأنا لست مع الذين يقولون من حق الناس أن تعبر عن شعورها. نعم نعبر عن شعورنا دونما عشوائية وغوغائية. وأتصور أن ابتعاد جهات تابعة للدولة عن الأمر وتركه لكل من هب ودب خلق هذه الحالة التى نشاهدها كلما حدث حدث. هناك حالة فراغ تركها التليفزيون المصرى أحدثت ما نشعر به الآن. الأغنية الوطنية الآن بلا طعم. لم تعد تمسنا لم تعد تقشعر الجسد كما كان يحدث. كل الفنانين الذين يتفاعلون مع الأحداث مشكورون لكن يجب أن يكون للحكاية كبير. عبدالوهاب جمع فنانى الوطن العربى فى أوبريت «وطنى حبيبى» لأنه كان كبيرا. والكل التزم، الآن الحكاية سداح مداح. ومع شديد الأسف. ماسبيرو ساهم فى ذلك خلال السنوات الأخيرة. عندما فتح أبوابه للصغار لكى تهاجم الكبار على الهواء. وعندما فتح أبوابه لملحنى الأغانى الهابطة لكى يقدروا تجاربهم من خلاله، وهو أمر غير مقبول فى دولة بحجم مصر. نحن نريد أعمالا تخلد وليس أعمالا استهلاكية تعرض ليوم ثم تلقى فى صناديق القمامة. خلال حادث الكنيسة عرض التليفزيون المصر أعمالاً لا تليق بنا وصفها الموسيقار الكبير عمار الشريعى بأنها مستأنسة، ووصفها الموسيقار محمد على سليمان بأنها مثل السندوتشات الأمريكانى التى أصابت نصف شبابنا بالعقم. وقال عنها الموسيقار حلمى بكر بأنها أعمال رخيصة فاقدة الأهلية. وهذه الأسماء بالمناسبة لديها ما يكفيها من الأعمال الناجحة حتى لا يفسر البعض رأيهم على أنه غيرة لا قدر الله. لأن هناك بعض الأسماء من صغار الملحنين يتصورون ذلك ويلمحون به فى أحاديثهم. عشوائية الغناء الوطنى يجب أن يوضع لها حد لأنها لا يجب أن تسير فى ركب الغناء الاستهلاكى. والأمر بيد أهل ماسبيرو.