خوف وترقب وشغف لمعرفة كل شىء عن هذا الشبح الذى أطل برأسه على العالم والمسمى بإنفلونزا الخنازير أو إنفلونزا H1N1. بين ليلة وضحاها أصبح هذا الفيروس يشغل أهل أرض من أقصاها إلى أقصاها. البعض توقع والبعض يرصد وآخرون يستغلون الأزمة لتحقيق أرباح أو إطلاق شائعات، ويبقى الإنترنت دوما البلورة السحرية لمتابعة كل ما يحدث وما قد يحدث أيضا. البعض كان يعلم مبكرا قبل أسبوعين من إعلان منظمة الصحة العالمية عن اكتشاف المرض، كان لدى شركة أبحاث إنترنت صغيرة فى مدينة سياتل الأمريكية فكرة عن الأمر. الشركة اسمها فيراتكت، وهى تعمل ضمن شركات قليلة أخرى فى العالم على مراقبة وتحليل محتوى من داخل وخارج الإنترنت لاكتشاف أى دلائل على وجود أمراض أو أوبئة قد تهدد منطقة ما فى العالم، وتقدم نتائج بحوثها تلك إلى العديد من الزبائن فى خدمة مدفوعة الأجر عبر موقعها الإلكترونى. الفكرة التى تعمل عليها فيراتكت وغيرها من الشركات الشبيهة هى أن المدونات وغرف الدردشة ورسائل موقع تويتر ومواقع الأخبار والمواقع الحكومية بكل اللغات على الإنترنت مليئة بالبيانات والمعلومات التى يمكن للجهات الصحية الاستفادة منها لاتخاذ خطوات مبكرة تجاه أى مخاطر صحية قد تحدث مثل إنفلونزا الخنازير. تقول فيراتكت إنها نشرت يوم 6 أبريل الماضى تقريرا يتضمن رصدا لأعداد غير مألوفة من المرضى فى ولاية فيراكروز المكسيكية تعتبر حاليا أحد معاقل المرض اشتكى بعض سكانها لوسائل الإعلام هناك من أن مخلفات إحدى مزارع الخنازير القريبة سببت مشكلات فى التنفس للعديد منهم. أما شركة آى جت الأمريكية أيضا والتى تعمل فى نفس التخصص فكانت قد أطلقت تحذيرات لعملائها لإلغاء الرحلات غير الضرورية إلى المكسيك واتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة تحسبا لفيروس وبائى مقبل. الأمر الذى يجعل الانتباه لهذا النوع من الأبحاث القائم على تحليل محتوى الإنترنت ووسائل الإعلام شديد الأهمية مستقبلا. سيل من المعلومات والأخبار مواقع عديدة على شبكة الإنترنت كرست جهدها لتعقب المرض وتقديم كل البيانات والمعلومات المرتبطة به، مثل موقع fluwikie.com الذى أطلقه بعض المتطوعين عام 2005 لتعقب مرض إنفلونزا الطيور وهو يكمل المهمة الآن بتعقب إنفلونزا H1N1. أما جوجل فيرصد المرض على طريقته، حيث يحلل بيانات البحث لرسم خريطة لانتشار الفيروس فى العالم، حيث تعتبر جوجل تلك المعلومات ذات دلالة وإن كانت غير قاطعة. فكلما كان البحث المرتبط بالمرض نشيطا فى مكان ما، كان هذا دليلا على وجود المرض هناك أو اقترابه. جوجل كانت قد بدأت هذا المشروع لرصد إنفلونزا الطيور واستفادت منه اليوم لرصد الفيروس الجديد، ويمكنكم الإطلاع على النتائج هنا: www.google.org/flutrends أما عن المواقع الرسمية الأكثر ثقة عن المرض فيأتى فى مقدمتها موقع منظمة الصحة العالمية بلغات عديدة ومنها العربية: www.who.int/csr/disease/swineflu/ar ، ويأتى بعده فى الأهمية موقع المركز الأمريكى للتحكم ومنع الأمراض فى أطلانطا CDC والذى يقدم بيانات عن المرض فى الولاياتالمتحدة تحديدا www.cdc.gov/h1n1flu . أما موسوعة ويكيبيديا الحرة على الإنترنت فيقوم محرروها المتطوعون بتحديث المعلومات الأساسية عن المرض بكل اللغات، يمكنكم مثلا زيارة الصفحة العربية عن الفيروس على هذا الرابط: ar.wikipedia.org والبحث عن كلمة «إنفلونزا الخنازير». ولا يفوتكم أيضا الإطلاع على موقع وزارة الصحة المصرية والتى خصصت قسما كاملا لتقديم معلومات عن المرض وطرق الوقاية منه ووضعه فى مصر، نأمل أن يتم تحديثه باستمرار وأن يكون أكثر تفاعلية مع الناس:www.mohp.gov.eg/swine-flu. تويتر الأكثر نشاطًا موقع تويتر twitter.com للتدوين القصير لايزال المكان المفضل للأفراد والمؤسسات حول العالم لتبادل كل ما يتعلق بالمرض، فقد احتل موضوع الإنفلونزا المركز الأول فى عدد الرسائل التى يدونها مستخدمو الموقع مزيحا المغنية الأسكتلندية سوزان بويل من قمة الاهتمام بعد أن كانت حديث العالم لأيام بعد ظهورها المدهش فى برنامج بريطانى لاكتشاف الهواة أخيرا.. وصل عدد رسائل تويتر حول المرض إلى أكثر من 10.000 رسالة كل ساعة تحمل آخر الأخبار والمخاوف والتكهنات ويمكن لمستخدمى تويتر متابعة العديد من المصادر المفيدة الأخرى التى تنشر عن الفيروس مثل سانجاى جوبتا الطبيب الأشهر فى العالم حاليا والذى يراسل شبكة سى إن إن من المكسيك. السلطات الصحية الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية يستخدمون تويتر أيضا لإطلاق الانذارات والأخبار اللحظية عن آخر تطورات انتشار المرض. ويتابع تلك الخدمة عشرات الآلاف من مستخدمى الموقع فى العالم. الشوارع الخلفية للأزمة البعض حاول استغلال الأزمة لجنى الأموال، مثل شركة تبيع القمصان القطنية T-shirts نشرت على موقعها مجموعة جديدة من ال(تى شيرتات) للبيع أطلقت عليها (تى شيرتات الإنفلونزا) Flu Shirts، عليها تصميمات وعبارات ساخرة مثل «ربما كان المسلمون على حق بخصوص الخنازير» أو «ذهب أبى للمكسيك ولم يحضر لى كح كح سوى الإنفلونزا» ولا أظن أنكم ستحبون شراءها ولكن على الأقل شاهدوها هنا .flushirts.spreadshirt.com كما يمكنك الآن مكافحة الخنازير عبر لعبة جديدة على الإنترنت اسمها Swine Fighter أو محارب الخنازير وهى لعبة بسيطة جدا تشبه الألعاب التى ظهرت عقب قذف جورج بوش بالحذاء، وقد لعب هذه اللعبة أكثر من 150 ألف شخص بعد ظهورها ب24 ساعة، العبوها هنا: www.swinefighter.com. من ناحية أخرى استغل الspammers أو مرسلو الرسائل الدعائية عبر البريد الإلكترونى الموضوع بإرسال عدد لا نهائى من الرسائل لعشرات الآلاف من الناس تحذر من مخاطر مميتة للمرض وتحمل عناوين ساخنة وجذابة مثل «مادونا تصاب بإنفلونزا الخنازير». وحسب شركة مكافى لمكافحة الفيروسات فإن الروابط الموجودة داخل تلك الرسائل قد تقود إلى مواقع تؤذى أجهزة الكمبيوتر وتنشر عليه مجموعة من البرامج المؤذية. أين نذهب فى هذا الزحام؟ المدونون فى العالم يتابعون الموضوع كالعادة، ألق نظرة على أحدث ما يكتبه المدونون فى العالم: globalvoicesonline.org، أو فى مصر: www.omraneya.net، أو قم بزيارة www.technorati.com وابحث عن الموضوع فى مدونات العالم بكل اللغات. وعن الهوس بمتابعة المرض والذى يصل لمرحلة الهلع على الإنترنت وغيره، يقول خبراء إنه لو كان عدد ممن يغطون الموضوع فى الإعلام يساوى عدد المصابين الفعلى بالفيروس لأصبح الأمر وباء بحق، كما لا يزال ضحايا المرض أقل بكثير من ضحايا حوادث الطرق مثلا أو حتى الإنفلونزا العادية، وأنه لا يجب الالتفات لكل ما ينشر أو يقال لأن جزءا كبيرا منه قد يكون غير صحيح، ويُنصح باللجوء دوما إلى المصادر الموثوقة للحصول على المعلومات، لأن كم ما ستجدونه على الإنترنت حول المرض أكبر بكثير من قدرة أى شخص على المتابعة.