تجتمع غرفة دباغة الجلود اليوم مع رئيس هيئة التنمية الصناعية، عمرو عسل، لمناقشة أبرز قضية نقل المدابغ من منطقة سور مجرى العيون بمصر القديمة إلى مدينة الروبيكى الصناعية. وتعترض الغرفة على قرار النقل لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر المتر بالروبيكى، الذى يبلغ 1200 جنيه، رغم ان الاسعار فى المناطق المجاورة كبدر والعاشر من رمضان لا يتعدى المتر فيها أكثر من 200 جنيه، مما يهدد بنسف فكرة نقل المدابغ ويضرب الصناعة فى مقتل، وفقا لما قاله عبدالرحمن الجباس، نائب رئيس الغرفة، موضحا ل«الشروق» أن أصحاب المدابغ اشتكوا ارتفاع السعر لوزير التجارة والصناعة، وأنه وعدهم بزيارة المنطقة بنفسه، وتحديد سعر عادل للمتر. وقال الجباس إن هيئة التنمية الصناعية تبرر ارتفاع سعر الأرض بوجود محطة معالجة للمياه فى المنطقة، فى حين ترى الغرفة أن محطة المعالجة سيكون لها مردود استثمارى يعود للحكومة فى النهاية، وذلك لأن المياه التى تعالج ستروى بها منطقة غابات شجرية بالروبيكى، كما أن الحكومة ستستفيد من المدابغ من خلال إعادة تدوير «الكروم» المادة التى تستخدم فى دباغة الجلد وهى شديدة التلويث للبيئة لتبيعه مرة أخرى للمدابغ. وأوضح الجباس أنه تم الانتهاء من ترفيق المرحلة الأولى بالروبيكى، والتى تبلغ مساحتها 170 ألف متر، ولم يتبق منها سوى محطة معالجة المياه ومن المتوقع الانتهاء منها خلال 6 شهور، أما باقى مراحل المشروع الثلاثة فسيتم الانتهاء منها خلال 2012. وحول تحديد أسعار مدابغ مصر القديمة، قال الجباس إن الغرفة وافقت مبدئيا على تسعير الأرض بعد تقييمها من مكتب استشارى محايد، قدر سعرها بحوالى 9 آلاف جنيه للمتر، سيخصص نصفها لأصحاب المدابغ لأنها ارض وضع يد، والباقى للحكومة، موضحا أن أرض المدابغ تبلغ مساحتها حوالى 70 فدانا، تم تقييمها إجمالا ب1.5 مليار جنيه. وسيحصل من لا يردون النقل للروبيكى على مقابل مادى لمدابغهم، بقيمة 2200 جنيه للمتر الصافى، بعد خصم مساحة الشوارع والطوابق المتكررة من ال70 فدانا، بحسب الجباس، اما المدابغ التى ستنقل سيعوض أصحابها «بمدبغة مقابل مدبغة، فمن يمتلك مدبغة 100 متر مقامة على ثلاثة طوابق سيعوض ب300 متر مساحة صافية بالروبيكى». وحول موعد نقل المدابغ قال الجباس إنه غير محدد نتيجة لعدم وضوح الرؤيا فى سعر الأرض، لان الغرفة ترفض السعر الذى أعلنته الهيئة.وأشار إلى أن أهم العقبات التى تواجه أصحاب المدابغ بالروبيكى بالإضافة لسعر الأرض، «عدم توفير مساكن للعمال وأصحاب الأعمال، وعدم وجود خدمات مثل المدارس والمستشفيات... إلخ». وبلغت صادرات دباغة الجلود المصرية حتى 30 نوفمبر 2010 نحو 903 ملايين جنيه، ومن المنتظر أن تتضاعف أكثر من 10 مرات بعد الانتهاء من نقل المدابغ إلى الروبيكى، نظرا للميزة التنافسية التى تتمتع بها مصر فى هذا المجال، وتصدر مصر 85 % من إنتاجها للخارج، وفقا لبيانات المجلس التصديرى للجلود.تجدر الإشارة إلى أن مدينة الروبيكى تعتبر أول مدينة متخصصة فى دباغة الجلود بالشرق الأوسط.