جاء أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم مع بداية 2010، وفى منتصف عام دراسى عرف بعام إنفلونزا الخنازير، مع تغيير وزارى محدود لم يكن متوقعا، خاصة أن وزارة التربية والتعليم ركزت حينها على صحة التلاميذ أكثر من تفاصيل العملية التعليمية. وظل آخر مشهد للوزير السابق يسرى الجمل وهو يأخذ طعم انفلونزا الخنازير مع طلاب إحدى المدارس عالقا فى أذهان الكثيرين لفترة طويلة، ليتسلم بدر الوزارة فى 3 يناير، وسط تكهنات تحقق منها الكثير بأنه سيغير من الكثير من الامور والمياه الراكدة التى ظلت لسنوات طويلة على حالها. وتباينت الآراء حول سياسة الوزير الجديد، الذى أطاح بقيادات تعليمية، وبعدد كبير من خبراء مركز تطوير المناهج، وبزياراته المفاجئة للمدارس، والعقاب الجماعى للمعلمين والمسئولين فى هذه المدارس، وأزمة الكتب الخارجية وغيرها، بعيدا عما يمكن أن يلمس على نطاق واسع فى إصلاح جوهر العملية التعليمية. د. نادية جمال الدين، أستاذ أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية، ترى أن ما يميز سياسة بدر عن سابقه هو أنه استعان بقيادات غير تربوية لتولى مناصب قيادية بالوزارة، بدلا من التربويين، إلى جانب أن سخريته من التربويين فى وسائل الإعلام، واصفة ما تعرضت له الهيئات والمراكز العلمية التابعة للوزارة ب(التجريف) والإهمال،لأن الوزير بدا غير معترف بها. واتفق معها د. عصام توفيق أستاذ أصول التربية المساعد بالمركز القومى للبحوث التربوية، واصفا اجراءات الوزير مع المراكز البحثية ب«غير المقبولة»، مشيرا إلى أن سياسات الوزير التى بدا الغرض منها هز المياه الراكدة مثل الزيارات المفاجئة وتغيير القيادات لم تتعد التغيير الشكلى إلى رؤية واضحة لتطوير التعليم حتى الآن. ويتساءل د. محمود الناقة، أستاذ مناهج اللغة العربية بتربية عين شمس، قائلا: أين التطوير الحقيقى لمناهج التعليم؟ أين محاولات جعل المدارس أماكن جاذبة وليست (معتقلا) يود الجميع الفكاك منه؟ أين أكاديمية المعلم وكادر المعلمين؟ أين الاهتمام المؤسسى بالموهوبين والفائقين؟ واصفا ما حدث خلال عام 2010 ب«حرث» الأرض دون غرس لشىء، فلا حديث عن أى تغييرات جذرية أو إصلاحية فى العملية التعليمية، سواء فى تدريب المعلمين أو فى وضع كتب مدرسية محببة للتلاميذ، مستبعدا أن يكون شيئا من هذا يتم فى الكتمان كما يدعى البعض.