دعا الأمين العام لحزب جنوب السودان الموحد، شعب جنوب السودان، وهو على أعتاب تقرير مصيره في استفتاء 9 يناير المقبل، إلى تذكر مأساة مقتل 30 سودانيا في أواخر ديسمبر عام 2005 بميدان مصطفى محمود، في مصر على يد عناصر من قوات الأمن المصري. وقال الدكتور جاستين أمباجو رامبا، في مقاله بصحيفة "سودان تريبيون" الناطقة بالإنجليزية، إن مواطني جنوب السودان ينبغي ألا ينسوا "مذبحة مصطفى محمود"، التي خلفت 30 لاجئا سودانيا قتلى، بعد أن اشتبكت معهم قوات الأمن، واصفا ما حدث ب"الفاشية غير المبررة، التي أصبحت متفشية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وأوضح رامبا أن مذبحة ميدان مصطفى محمود ستظل عقبة قوية أمام العلاقات الإستراتيجية بين أبناء وادي النيل، في إشارة إلى اشتراك مصر وجنوب السودان في مياه النيل معا، لأن القوات المصرية اختارت أن "تنهي عام 2005 بمذبحة دموية للاجئين السودانيين". وطالب أيضا كل الطوائف والعائلات السودانية الجنوبية، سواء الموجودون في السودان أو المشتتون خارجها، بأن يشعلوا الشموع، ويقفوا في بداية عام 2011 حدادا على أرواح شهداء مذبحة ميدان مصطفى محمود، كنوع من تقديم لفتة إنسانية إلى الذين ماتوا يومها في مصر دون ذنب. وأشار رامبا إلى أن الضحايا كانوا من جنوب السودان ومن دارفور، ولم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم مواطنون سود أفارقة، لم يهتم بهم المجتمع الدولي إنسانيا، وقررت الأممالمتحدة أن تغلق ملفاتهم، وتبدأ ترحيلهم، وهو ما اعترضوا عليه بالاعتصام في حديقة مصطفى محمود في سبتمبر 2005، بعدها في 30 ديسمبر، قرر الأمن التعامل بالقوة، والاشتباك بالأسلحة معهم، وهو ما أدى إلى حدوث المذبحة، رغم أن مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كان على الطرف المقابل من الميدان. وقد ألقى رامبا باللوم على المسؤولين المصريين، والمسؤولين في الخرطوم ومسؤولي الأممالمتحدة في مفوضية اللاجئين، ووصفهم بأنهم "اشتركوا في مؤامرة لغلق كل التحقيقات في المذبحة"، مشيرا إلى تواطؤ الاتحاد الإفريقي لتجاهل المسألة برمتها. واختتم رامبا مقاله بالقول، إن يوم 30 ديسمبر ينبغي أن يكون يوما مميزا من كل عام، يرمز إلى استقلال دولة جنوب السودان، عندما قاوم اللاجئون السودانيون دون أسلحة تحميهم قوات الأمن المصرية.