هذا البورتريه التذكارى للشيخ أحمد ياسين رمز المقاومة الفلسطينية، تزينه الورود هو أحد اللوحات الفوتوغرافية المعروضة حاليا ببهو جامعة الدول العربية ضمن 35 لوحة للمصورة الصحفية ميا جروندهال. وهى صور التقطتها عدسة المصورة على مدى سبع سنوات منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 لفن الجرافيتى، الذى يمارسه الفلسطينيون لتسجيل رسائل سياسية أو لتوثيق الحياة الاجتماعية كما أظهرت المصورة السويدية، فبينما كان بعض الشباب يحملون الحجارة، كان البعض الآخر يحملون بخاخات الرش المعروفة للرسم والكتابة على الجدران فى مواجهة أسلحة العدو الفتاكة. جمعت ميا جروندهال أعمالها الفوتوغرافية أو جداريات فلسطين فى كتاب صدر عن الجامعة الأمريكية بعنوان «جرافيتى غزة، رسائل الحب والسياسة»، ثم انتقل المعرض من الجامعة الأمريكية إلى الجامعة العربية كما لو كان تأكيدا من قلب المؤسسة السياسية العربية على دور الفن فى الصمود. وكانت المفارقة الدالة أن افتتاح المعرض الأسبوع الماضى توافق ليس فقط مع الذكرى الثانية للحرب على قطاع غزة، ولكنه تزامن أيضا مع اجتماع أعضاء الجامعة العربية لمناقشة قضية القدس. فبدت الجداريات كما لو كانت تعكس عجز الكلمة، كما قال زيد الصبان فى الندوة الموازية. لم تكن هذه الأعمال مجرد صرخة يطلقها رسام الجرافيتى أينما كان كما هو الحال فى هذا الفن حديثا أو توثيق لما تموج به غزة من أحداث عاصفة أو دعاية سياسية لفريق دون الآخر، أو حتى تسجيل لتاريخ مواز يخطه أصحاب الأرض ليخلدوا صور شهدائهم، أحزانهم وأفراحهم، لكنها بدت بما يميزها من بساطة الخطوط، وألوانها الفرحة وتيماتها المتنوعة ذات رسالة صادقة، مفادها أن الصمود الفلسطينيى يتجسد فى حب الحياة.