يفتتح فى باريس خلال الشهور القليلة المقبلة، أحد الفنادق الفاخرة المصممة خصيصا لأغنى الأغنياء. كل محتويات الفندق شديدة الفخامة، من الكؤوس خلف البار حتى الثريات المتدلية من السقف، انتقت، وصنعت بأرفع طراز، ووضعت بعناية، دون اعتبار للتكلفة. قام المصمم الفرنسى المعروف فيليب ستارك، بإعادة صياغة رويال مونسيو القديم بتكلفة 100 مليون دولار. فأصبح فى الطابق السفلى قاعة سينما تستوعب مائة زائر للعروض ذات الثلاث أبعاد، ومعارض للفنون، حيث تعرض هذا الشهر المجموعة الثمينة للراحل جان ميشال باسكيات. وتضوى دورات المياه فى الطابق العلوى بالمرايا على جميع الحوائط. فى حين فرشت كل حجرات النوم بأثاث مفصل لها، ووضع بها جيتارا مع توفير الدروس المجانية للراغبين. ولكل هذا، لن تكون تكلفة الإقامة ليلة فى الجناح العلوى بسيطة، إذ تبلغ 20 ألف يورو. يعيش نحو 13% من الباريسيين تحت خط الفقر، بينما تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وقال أحد ملاك مطاعم الكافيار فى باريس، إن بين عملاءه من يؤلمهم بشدة إداركهم لهذه الفجوة، فيدخلون مطعمه من مدخل الموظفين الأقل بروزا. وتزور نائبة رئيس البلدية أن «باريس عاصمة تتمتع بتطور اقتصادى كبير. ولدينا كثير من الزوار الأجانب، وينبغى علينا الاهتمام بهم. ولكن علينا أيضا ألا ننسى إننا فى غمار أزمة اقتصادية قاسية. يتضرر الباريسيون منها بشدة. وإذا كان لدينا بعض الزوار الأجانب الذين يصلون إلى باريس من أجل الترف والفخامة، فلدينا زوار أجانب آخرين يصلون إلى باريس ويقضون معظم لياليهم فى الشارع». هذا فى حين أن انتشار محال ومطاعم الطبقة الراقية يدفع مستوى الإيجار فى المدينة إلى تجاوز إمكانيات من يعيشون فى المنازل المتوسطة. وقال رئيس هيئة السياحة فى باريس، إن تلك الفنادق الفخمة ضرورية، طالما تأمل المدينة فى منافسة أرقى المزارات الأوروبية الأخرى، «يمكننا جذب نوع جديد من الزوار، نستهدف، بفئة مختلفة من الأثرياء. ولا نعتبر هذا شيئا مبتذلا على الإطلاق، طالما يوجد الوظائف التى نحتاجها، وطالما يستثمر القادمون فى الاقتصاد الحقيقى». الأمل الوحيد لمن يتطلعون بحسد، أن بعض الأموال التى تنفق على هذه الفخامة، ربما ترشح بطريقة أو أخرى على من كان حظهم فى الدنيا أقل بكثير.