تباينت آراء طلاب ومعلمين وتربويين حول نتيجة المسح الذى أجراه مجلس السكان الدولى ومركز معلومات مجلس الوزراء بأن ثلثى طلاب المدارس والجامعات قد نجحوا بالغش، وأن 80% منهم على الأقل رأوا الآخرين وهم يمارسون الغش، وهو المسح الذى أعلن قبل يومين وشمل أكثر من 15 ألفا من الشباب فى المرحلة العمرية من (10 29) عاما من مختلف محافظات مصر. ففى حين رأى طلاب ومعلمون أن شكل أسئلة الامتحان كما هى الآن تساعد على الغش، وهى التى تسمى بالاسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد وأكمل) مما يسهل على الطلاب تبادل الإجابات فيما بينهم بسهولة داخل اللجان، بخلاف الأسئلة المقالية، رأى تربويون أن الأسباب أبعد من ذلك. وقالت آلاء محمد بالصف الثانى الاعدادى بإحدى المدارس الخاصة بفيصل، مشيرة إلى أن أسئلة الاختيار من متعدد تساعد على تبادل الإجابات بين الطلاب دون أن يلاحظ المراقب، بينما يقول محمود حلمى الطالب بالصف الثالث الثانوى بمدرسة الشهيد أحمد عبدالكريم بالبدرشين، هناك طلاب محترفو غش، سواء كان الامتحان سهلا أو صعبا، احتوى على أسئلة مقالية أو على اختيار الصواب والخطأ، مشيرا إلى أن الأسئلة المقالية يغشها الطالب من خلال ورقة يضعها فى جيبه وينقل منها فى غفلة من المراقب، والأسئلة الأخرى يتشاور فيها مع زملائه قبل الإجابة عليها. وقال سعد عابدين مدرس الكيمياء بإحدى مدارس الجيزة إن ما يساعد الطلاب على الغش إلى جانب شكل الامتحانات كثرة عدد الطلاب داخل اللجنة الواحدة مما يصعب السيطرة عليهم فى كثير من الأحيان. واتفق معه مدرس بمدرسة الأورمان الاعدادية بنين بالدقى أن أسئلة الامتحانات أصبحت واضحة ومباشرة، يسهل نقلها بين الطلاب خلال اللجان. ورأى حاتم عبدالمنعم مدرس اللغة العربية بمدرسة أحمد ماهر الثانوية بالسيدة زينب أن أسئلة أو بين رأيك (الاسئلة المقالية) لا تساعد الطالب على الغش، لأنها تقيس الفهم. ورأى تربويون أن شكل أسئلة الامتحان لا يدفع الطالب للتفكير بل لنقل الإجابة من زميله، فقال الدكتور محمد السكران أستاذ التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة إن الامتحانات الآن تساعد الطالب على الغش لأنها تعتمد على حفظ المعلومات التى من السهل أن ينقلها الطالب داخل الامتحان، سواء من زميل له، أو من خلال «البرشام»، لافتا إلى ضرورة تغيير صورة الامتحانات الحالية، وأن نعتبرها وسيلة للتعلم وليست هدفا. واتفق معه الدكتور عبدالفتاح حجاج عميد تربية الاسكندرية سابقا، مؤكدا أن الاسئلة المتكررة التى يستطيع الطالب التنبؤ بها وتجهيز الإجابات قبل دخول الامتحان وتداولها بينه وبين زملائه تساعد على الغش. بينما حدد د. هانى درويش، الأستاذ بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى أربع شروط يجب أن تتكامل معا للحد من الغش فى الامتحانات، أولها الادارة الحازمة أثناء عقد الامتحانات، وتوقيع جزاءات رادعة للغش الفردى والجماعى، يليها تركز أسئلة الامتحان حول قياس الفهم والتطبيق الذى يتناسب مع المرحلة الدراسية، وأن تتجه الاسئلة المقالية للتعبير عن الرأى والتصور والتخيل وليس الإجابة بالنص من الكتاب المدرسى، مثل (كيف ترى الآثار المترتبة عن حالة الغلاء فى مصر)، وثالثها أن تركز طرق التعلم على التعلم الذاتى والعصف الذهنى، وأخيرا أن يكون التعلم له معنى لدى الطالب، فالمعلومة التى لها معنى عنده ويفهمها لا يغشها.