أبدى غالبية المسلمين حول العالم ترحيبًا بأداء الإسلام دورا أكبر في الحياة السياسية ببلادهم، بينما اختلطت عليهم مشاعر متضاربة تجاه جماعات دينية مسلحة، مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس، وجماعة حزب الله اللبنانية، بحسب ما أظهر استطلاع رأي أجراه مركز أبحاث "بيو" الأمريكي. ويبدو أن غالبية المسلمين في باكستان ومصر والأردن ونيجيريا يفضلون تغيير القوانين الحالية لتطبيق الشريعة الإسلامية، لتشمل تنفيذ حكم الرجم؛ ليصبح عقوبة للزنا، وقطع اليد للسارق، والموت لأولئك المتحولين عن الإسلام إلى ديانة أخرى، بحسب ما أوردت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن قرابة 85% من المسلمين الباكستانيين، قالوا إنهم سوف يؤيدون قانونًا لفصل الرجال والنساء في أماكن العمل، بينما كان مسلمو إندونيسيا ومصر ونيجيريا والأردن الأكثر تحمسًا؛ حيث أبدى ما يزيد عن ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم وجهات نظر إيجابية حول تأثير الإسلام في السياسة، فتراوحت إجاباتهم بين أن الإسلام يؤدي دورًا كبيرًا في السياسة، وهذا أمر جيد أو أنه يؤدي دورًا صغيرًا، وكان ذلك سيئًا. وتابعت الصحيفة، أن مسلمي تركيا كانوا الأشد تضاربًا؛ حيث غلبت الآراء الإيجابية عن تأثير الإسلام في السياسية على ما يزيد عن نصف المشاركين في الاستطلاع في الدولة التي صارعت خلال السنوات الأخيرة؛ لكي تحقق توازنًا بين نظام سياسي علماني، في ظل تزايد الحماسة بين سكانها المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أن مسلمين عدة تطرقوا إلى صراع في بلدانهم بين الأصوليين والمحدثين، وخصوصًا أولئك الذين ربما يشعرون بتهديد الاتجاهات المحافظة الصاعدة، ومن ضمن أولئك من قال إن الصراع يميل غالبًا إلى جانب المحدثين، مضيفة أن نسبة 84% و74% في لبنان وتركيا على التوالي، ميزوا أنفسهم باعتبارهم دعاة للتحديث مقابل الأصوليين. من جانب آخر، لفتت الصحيفة إلى أن في مصر ونيجيريا اتجه الغالبية إلى الميل تجاه الأصوليين؛ حيث تعاطف 59% في مصر و58% في نيجيريا معهم، بينما على الرغم من ذلك تضاربت ردود الأفعال حول حركات إسلامية مثل حماس وحزب الله؛ حيث يتمتع كلا الفريقين بمساندة قوية نوعًا ما في الأردن ولبنان. وأضافت الصحيفة أن البلاد الإسلامية التي ليست تتقاسم روابط سياسية وتاريخية وثقافية مع القضية الفلسطينية، مثل باكستان وتركيا، تميل وجهات نظر مسلميها سلبا حيال حزب الله وحماس، في حين لاقى تنظيم القاعدة رفضا قويا من غالبية المسلمين في البلاد الإسلامية عدا نيجيريا، التي وصلت نسبة قبول التنظيم هناك إلى 49%. جدير بالذكر، أن الاستطلاع جرى في الفترة ما بين 12 أبريل إلى 7 مايو الماضيين في 7 بلاد، ضمت أعدادا معتبرة من السكان المسلمين، أجرى المركز خلالها مقابلات شخصية مع قرابة 8 آلاف فرد.