تحول حفل العشاء المقام على شرف نجوم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى إلى كرنفال حقيقى، حيث امتلأت ساحات القصر التاريخى لمحمد على باشا والى مصر وحاكمها «بالنجوم الساطعة» و«النجوم الآفلة» و«النجيمات الصغيرة»، بالحالمين والطامحين والمتطفلين، خلطة عجيبة تعطيك إحساسا بأنك فى أرض الأحلام والحكايات البعيدة عن السينما وإن كانت قريبة جدا من أجواء المهرجانات، «الشروق» كانت هناك. إذا تابعت حفل الافتتاح وذهبت مباشرة إلى حفل العشاء بقصر محمد على سوف يكون السؤال الأول الذى يتبادر إلى ذهنك هو متى استطاعت الفنانة فيفى عبده أن تغير من النيو لوك الخاص بها الذى ظهرت به فى حفل الافتتاح والذى لا يفصله عن حفل العشاء سوى المشوار من دار الأوبرا المصرية بالجزيرة إلى قصر محمد على بشبرا.. صحيح المشوار استغرق وقتا طويلا بسبب الزحام الكبير الذى أثار النجوم الأجانب لكن فى النهاية من الصعب أن تجد فيفى بفستان فضى فى الأوبرا وتذهب إلى شبرا لتجده أسود ساحرا إلا إذا كان المشهد على خشبة مسرح وليس على طريق كورنيش النيل، فيفى بالنيو لوك المزدوج حرصت على أن تثبت للجميع أنها لازالت رشيقة بعد أيام طويلة لازمتها مع زيادة الوزن، فيفى تخلصت من الشحوم بسهولة وبرهنت على ذلك مرتين مرة بالأسود ومرة بالفضى لكنها لم تستطع أن تتخلص من عادة البودى جارد الذين لازموها فى ظهورها الثنائى، ومن فيفى عبده إلى ليلى علوى عروس المهرجان المكرمة التى تجولت فى قصر محمد على بصحبة زوجها رجل العمال منصور الجمال ربما لسببين الأول لتلقى التهنئة والثانية لتثبت بما لايدع للشك أن علاقتها الزوجية على خير ما يرام، وهو شىء أصبحت معتادة عليه أو مضطرة له بسبب كثرة الشائعات حول هذه العلاقة، ليلى وزوجها الذى كان يدخن سيجارا فاخرا طيلة الحفل انصرفا مبكرا وتلقيا التهانى أينما ذهبا. ومن فيفى وليلى إلى جومانة مراد ونيكول سابا القادمات من سوريا ولبنان الأولى ظلت لفترة طويلة تقف أمام باب القاعة الكبيرة التى شهدت الاحتفالات والثانية ظلت تجوب القاعة إيابا وذهابا ربما بحثا عن أصدقاء لم تراهم منذ فترة فغالبا ما تنظم هذه الحفلات للتلاقى، ولهذا فقد كانت سعادة الحضور كبيرة جدا بوجود النجم محمود عبدالعزيز الذى ظل يداعب النجوم بخفة دمه المعهودة وانتقد الفرقة الغنائية التى أحيت الحفل وهى تقدم نوع مختلف من الأغانى، والحقيقة أن الفقرات الفنية فى الحفل إضافة إلى الزحام الشديد الغير مبرر كانا نقطة ضعف الحفل فقد بدأ الحفل باستعراضات فرعونية تعبيرا عن الملكة نفرتيتى فى تجوالها وأعقبها فقرة راقصة بإيقاع عصرى ثم تلاها فرقة غنائية قدمت أغانى من التراث المصرى بأسلوب حديث وقدمت أغنية لهم بعنوان «قرمشينى فى كيس شيبسى وكولينى فى جبنة مثلثات» كانت مثار سخرية الضيوف حتى أن محمود عبدالعزيز طالبهم بأن يغنوا أغنيته «القفا» أفضل مما يقدمونه، المهم أن الفقرة الغنائية مرت على خير رغم تساؤل كثير من النجوم عن اختيار هذه الفقرات التى لم تعبر عن أى شىء، والحقيقة أن الحفل كان مليئا بالتساؤلات اهما هو سر الآنسة مروة أو المطربة اللبنانية الجديدة مروة نصر التى قامت ومعها مصور فوتغرافى بالوقوف فى مناطق كثيرة ليلتقط لها صورا، جلسات التصوير هذه استغرقت أكثر من ساعة لدرجة أن النجوم الكبار والصحفيين والضيوف الأجانب ظلوا يتساءلون عنها وكان هناك سؤال واحد يدور فيما بينهم وهو «مين دى؟» وكانت الإجابة على لسان شخص لبنانى آخر كان يرافقها قيل إنه مدير أعمالها مؤكدا أنها الآنسة مروة المطربة اللبنانية! مع انصراف وزير الثقافة من الحفل تحول المهرجان إلى مدرسة غاب عنها الناظر فسادت الفوضى واختلط الحابل بالنابل ولم يعد هناك أى اهتمام يذكر حتى أن الضيوف الأجانب كانوا كثيرا يتحدثون عن ماذا سيحدث فى الحفل بعد ذلك ولم يجدوا أى إجابة من أى أحد فاضطروا للجلوس فى أماكنهم ولم يتحركوا منها بعكس النجوم المصرية التى كانوا يتجولون فى الحفل ذهابا وإيابا مرة للتلاقى كما ذكرنا ومرة أخرى للظهور. وكما بدأ الحفل انتهى مزيج من الزحام والأحلام.