كشفت تحريات المباحث عن مفاجأة فى قضية العثور على جثة متحللة لمحام منذ سنتين بعقار بشارع الهرم، تبين أن المتهم بقتله كانت تربطه علاقة وثيقة مع المحامى، وكان المتهم يواظب فى دفع الإيجار لمالكة الشقة بغرض إخفاء الجريمة، حتى لا تطرده منها، وعندما تعثر فى دفع الإيجار، هدد مالكة العقار بعدم فتح الشقة بزعم أن لديه مجوهرات داخلها، وسيتهمها بسرقة المجوهرات. انتقلت «الشروق» إلى العقار رقم 38 شارع الحجاز بمنطقة كعابيش الهرم، الذى عثر بداخله على الجثة مدفونة بالطابق الأرضى وعليها كومة رمال ومتحللة منذ سنتين. وقال بدر الدين عاشور، صاحب شركة سامسونج للمبيدات الحشرية، إنه استأجر شقته أعلى الشقة التى عثر بداخلها على الجثة فى شهر يوليو 2007 من صاحبة العقار التى كانت تعانى من مستأجر الشقة لعدم سداده الإيجار، فأقامت دعوى طرد أمام المحكمة، وحصلت على حكم بتمكينها من الشقة. وعند دخولها الشقة ومعها محضر المحكمة وأمين شرطة، وجدت الشقة مليئة بالرمال، وعند دخول غرفة النوم وجدا كمية كبيرة من الرمال، فطلبت من المحضر إثبات وجود رمال داخل الشقة، بما يثبت أن المستأجر قام بالتكسير داخل الشقة، وبعد انصراف المحضر وأمين الشرطة بثلاث ساعات، استدعت عمالا لرفع الرمال، ليصدموا بوجود هيكل عظمى متحلل تحت الرمال، ومقيد بلاصق طبى على الجثة، فأبلغوا الشرطة على الفور. وأوضح الجار: أن المتهم مستأجر الشقة كان اسمه «صلاح» من محافظة الإسكندرية، وتغيب منذ سنتين، وكان يوجد مستأجر آخر اسمه «عبدالرازق»، ويعمل محاميا من أسوان بشقة بالدور الثانى، تغيب هو الآخر منذ سنتين، وأضاف أن مالكة العقار كانت تعانى من مستأجر الشقة الموجودة بالطابق الثانى لعدم سداده الإيجار الشهرى. وأضاف أن مالكة العقار كسرت باب شقة الدور الثانى واستولت عليها وقامت بتأجيرها لأحد الأشخاص، وأخبرها أن مستأجر عقار الدور الأرضى لا يحضر إلى الشقة إلا أنها أكدت له أن لديه عملا فى الإسكندرية ويحضر كل شهر ويسدد قيمة الإيجار. وبعد عام جاءت مالكة العقار إلى الجار، وأخبرته أن مستأجر شقة الطابق الأرضى متأخر عن سداد الإيجار منذ عدة أشهر، وأنها تنوى اقتحام الشقة، والاستيلاء عليها، وأخبرت المتهم المستأجر بنيتها فقال لها إنه يحتفظ بصندوق مجوهرات فى الشقة، وسيتهمها بسرقته إن اقتحمت شقته فى غيابه. وأكد الجار أن مالكة العقار لديها شقة بشارع فيصل الرئيسى ولا تحضر كثيرا إلى العقار لأنها متزوجة من سعودى، وكان مستأجرو الشقق يذهبون إليها لإعطائها الإيجار، ولم تسكن فى العقار محل الحادث. وأكد أن المجنى عليه اخبره قبل اختفائه انه من عائلة كبيرة من ادفو بمحافظة أسوان ولكنه ترك البلد بعد حدوث خلافات بينه وبين أسرته وسمعته حسنة وتربطه علاقات جيدة بكل معارفه وكان دائما يحذره من المتهم لأنه كان متعجرفا فى التعامل مع الآخرين ورغم ذلك ظل المجنى عليه صديقا له. ومنذ 6 أشهر حضر ابن شقيقة المجنى عليه إلى العقار، وأكد له اختفاء عمه، وانقطع الاتصال بينهما منذ سنتين. فيما قال أحمد صالح، 27 عاما، صاحب شركة ألوميتال، أسفل العقار، إن مالكة العقار حضرت مع محضر من المحكمة وطلبت منه كسر باب الشقة وعندما دخل الشقة وجد غرفة النوم مغلقة، فقام بكسرها فوجد خلف باب الغرفة كرسى الأنتريه، ورمالا كثيرة على الأرض، فاعتقد أن المتهم كان ينقب عن آثار، فطلبت مالكة العقار من المحضر إثبات حالة الحفر واكد انهم لم يشموا أى رائحة كريهة لان المتهم دفن الجثة، ولكن عندما حضر العمال فوجئوا بوجود جثة متحللة. وأضاف صالح أنه عثر على كيس موجود بالشقة يوجد به تذكرتا قطار إلى الإسكندرية وورقة جورنال خاص بحادث جريمة قتل وبعض المتعلقات الشخصية وعثر على حذاء مقيد باب الغرفة ويعتقد أنه خاص بالمجنى عليه، وأضاف أن المستأجرين المختفيين كانت تربطهما علاقة صداقة، ودائم السهر معا قبل اختفائهما. وتكثف مباحث الجيزة جهودها لضبط المتهم بالقتل وأكدت التحريات أن المتهم شاب مطلوب القبض عليه لتنفيذ أحكام قضائية نهائية وأنه اختفى من المنطقة بعد سرقته المحامى وقتله ودفنه بالشقة، كما انه يتنقل بين المحافظات وجار فحص علاقات المتهم والمترددين عليه وكذلك الأماكن التى يتردد عليها.