التصريح كان كفيلا بأن يحتل الصفحات الأولى وتضعه وسائل إعلامية مختلفة عنوانا لها. القيادى فى الحزب الوطنى على الدين هلال خرج فى أحدث تصريحاته ليقول إن الرئيس مبارك هو «مرشح الحزب الوطنى» فى انتخابات الرئاسة المقبلة. رددها مرتين فى لغة أقل ما توصف بها أنها حاسمة، ليضيف تفصيلة جديدة للمشهد السياسى تضع جانبا وبشكل يبدو حاسما أيضا سيناريو طرح جمال مبارك لحكم مصر. سيناريو تدعمه تفصيلة أخرى، لا تقل أهمية. يوم الثلاثاء الماضى استيقظ سكان العاصمة ليجدوا أن صور نجل الرئيس واللافتات المؤيدة له لخلافة والده اختفت تماما من أكبرها فى بولاق أبوالعلا عند مدخل شارع الصحافة إلى أصغرها عند كشك كهرباء فى الزمالك. حوار أمين إعلام الحزب الحاكم على قناة الحرة الأمريكية سبقه لقاء آخر فى رمضان على قناة دريم قال فيه حينها إن اسم جمال مبارك «مطروح» لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة فى خريف 2011 وإن الشروط التى وضعها القانون «تنطبق عليه»، متحدثا حينها أيضا عن قرار يحسمه الرئيس مبارك وفق «ظروفه ورؤيته لدوره ومهمته». وما بين التصريحين مسافة وما بينهما «مُتغير»، يحدده عضو بارز بالحزب الوطنى بأنه «تحسن صحة الرئيس»، هذا المتغير الجديد، «أصبح معه موضوع ترشح الأب لفترة جديدة محسوما»، يضيف الرجل قبل أن يستدرك مدافعا عن نجل الرئيس، وهو قريب منه على حد تعبيره، «عمر ما جمال قال إنه مرشح». «جمال لم يكن مطروحا جديا»، يعتقد الباحث ضياء رشوان. رشوان الذى كتب سلسلة من المقالات حول «مستقبل منصب الرئاسة فى مصر، يرى إن طرح جمال لشغل المنصب الأعلى فى الدولة كان «تطوعا من بعض الأطراف الصغيرة». صغيرة من حيث «دورها» داخل أجهزة الدولة المصرية، فى إشارة إلى حملات و«ائتلافات» تأييد جمال ورجال الأعمال الداعمين لها. اسم جمال مبارك وصعوده السياسى ودوره المتنامى داخل الحزب الحاكم والممتد أحيانا كثيرة إلى داخل الجهاز التنفيذى ارتبط «بنخبة رجال الأعمال»، التى اعتبر الباحث فى المعهد الألمانى للشئون الدولية ستفان رول إنه سيكون لها «دور فى مسألة التوريث». وفى التحليل الذى نشره قبل حوالى شهر اعتقد رول أنه «ليس واضحا بعد إذا كان ذلك الدور (لرجال الأعمال) سيكون حاسما». اليوم يبدو واضحا أن الحرس القديم نجح فى تحجيم «رجال الأعمال السياسيين» أو ما عرف منذ 2002 بالحرس الجديد المرتبط بنجل الرئيس. ويتحدث أعضاء فى الحزب الوطنى عن صعوبات يواجهها مثلا أمين التنظيم أحمد عز، والمعروف برجل جمال الأول داخل الحزب، فى تمرير أسماء وقرارات، أمام أمين عام الوطنى وأحد صقوره صفوت الشريف بل لا تخفى قيادات حزبية فى المحافظات إشارات عن «مرشحين ودوائر عز والشريف». ويقول المقربون من الرجل إنه «مشغول بإجراء تعديلات وأخذ ملاحظات على البرنامج والتشاور حول شعار المؤتمر»، الذى يعقد فى الأسبوع الثانى من نوفمبر المقبل. على أن يعود للظهور إعلاميا «عندما يكون هناك سبب»، أى بعد أقل من 10 أيام عند انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للسياسات الذى يرأسه ثم مرة أخرى فى مؤتمر الوطنى، ليبدأ بعده جولات «تقليدية» فى بعض المحافظات «مع قيادات حزبية» لدعم مرشحى الوطنى فى الانتخابات البرلمانية. جولات ينزوى معها ملف التوريث حتى ظهور «متغير» جديد. ويسود اعتقاد داخل الحزب الوطنى بأن الرئيس مبارك سوف يكشف رسميا «بكلمات محددة خلال خطابه أمام مؤتمر الحزب المقبل» عن خوضه سباق الرئاسة المقبل على حد قول المصدر. https://twitter.com/sh_parliament http://www.facebook.com/pages/mrsd-alshrwq-lantkhabat-brlman-2010/103221929745283