وصل نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، اليوم الاثنين، إلى طهران، كما أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني، في زيارة تستمر بضع ساعات وتهدف إلى كسب التأييد لترشحه على رأس حكومة جديدة في العراق. وأضاف التلفزيون أن المالكي الذي استقبله منوشهر متكي، وزير الخارجية، سيجري لقاءات مع القادة الإيرانيين "حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. ويجري المالكي مباحثات عدة لحشد التأييد لتعيينه مجددًا على رأس الحكومة بعد 7 أشهر من الانتخابات. وأسفرت الانتخابات التشريعية، في 7 مارس الماضي، عن فوز اياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، بحصوله على 91 مقعدًا، في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدًا، والائتلاف الوطني 70 مقعدًا. وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول إلى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات. وأمس الأحد، اتهم اياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إيران بالسعي إلى "زعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط وبالتدخل في العملية السياسية العراقية. وصرح علاوي لشبكة (سي ان ان) الأمريكية: "نعلم، ويا للأسف، أن إيران تحاول قلب الأمور في المنطقة وزعزعة استقرارها عبر زعزعة استقرار العراق وزعزعة استقرار لبنان والقضية الفلسطينية". وأكد علاوي أن إيران تتدخل في العملية السياسية في بلاده، وقال: "طبعا في العراق، يمكنني القول في شكل جازم إن إيران تحاول تغيير العملية السياسية وفق مصالحها"، لافتا إلى أنها البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتهج هذا السلوك. ورفض حسن دانائفر، السفير الإيراني في بغداد، اليوم الاثنين، هذه الاتهامات، وقال في تصريح لوكالة فارس إنها "خاطئة"، و"لا أساس لها"، مضيفًا أن "المالكي تم تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، واعتبر أنه من الضروري إجراء مشاورات مع الدول المجاورة وذات النفوذ في المنطقة". وأشار تلفزيون العالم الإيراني، الناطق باللغة العربية، إلى أن المالكي، الذي سبق أن توجه إلى سوريا والأردن في إطار جولته على دول المنطقة، من المقرر أن يزور أيضا تركيا ومصر، وعددًا من دول الخليج بعد مغادرته إيران.