شوارع خالية من مظاهر «الانتخابات»، لا تعبر بأى حال عن معركة بدت فى الأفق. الحديث عن دائرة الساحل، التى جمعت منافسات انتخابات مجلس الشعب بها غالبية ألوان الطيف السياسى، فالساحل تشهد معركة انتخابية تضم أحزاب الوطنى والوفد والتجمع والناصرى، فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين. ولا تقتصر المنافسات على الأحزاب فقط، وإنما تشعبت لمنافسات داخلية فى الحزب الوطنى، تجاوزت منافسات المجمع الانتخابى الذى لم تعلن نتيجته بعد، واتخذت الحرب الانتخابية من سلاح «الطعون» أداة يسعى المتبارون من خلاله إلى النيل من بعضهم البعض. و«الحرب» الداخلية فى الحزب الوطنى يؤكدها ما حصلت «الشروق» عليه من طعون، كان أولها ذلك الطعن المقدم ضد على رضوان محمد مطاوع، صاحب شركة الرضوان للأدوية، والذى يؤكد الطاعنون على ترشيحه «صدور 5 أحكام قضائية ضده كفيلة بالإطاحة به من ماراثون المجمع الانتخابى». «محاولة فاشلة من مجموعة من المغرضين الذين يحاولون الإطاحة بى من المجمع الانتخابى، ومن تقدموا بطعون ضدى يتخوفون من الدخول معى فى منافسة حقيقية»، كان ذلك رد رضوان على استفسار «الشروق» حول صحة الطعون المقدمة ضده. وقال: «أنا مستمر فى ولائى للحزب، بغض النظر عن نتائج المجمع الانتخابى التى قد تسفر عن استبعادى، فالحزب سيعلن أسماء مرشحيه فى 24 من الشهر الحالى، وحتى ذلك الحين، أنا ضمن المتقدمين للمجمع ولن ألتفت لهذه الطعون». عادل المصرى، أمين الحزب، قال ل«الشروق» إن الأمانة العامة تفحص كافة الطعون التى يتقدم بها المرشحون ضد بعضهم البعض، تمهيدا لاستبعاد المرشحين الذين تثبت صحة الطعون المقدمة ضدهم. واللافت للنظر فى دائرة الساحل هو تنافس ثلاثة مرشحين، ينتمون لأحزاب تشارك فى عضوية الائتلاف الرباعى، على مقعد الفئات وهم طاهر أبوزيد، لاعب كرة القدم السابق وعضو حزب الوفد، ومحمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، ونبيل زكى، القيادى بحزب التجمع، فضلا عن الدكتور حازم فاروق، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والذى فاز بالمعقد فى انتخابات عام 2005. ورغم ذلك ينفى زكى ما تردد من أنباء حول ترشحه على مقعد الفئات بالدائرة، داعيا للتنسيق بين أحزاب الائتلاف الرباعى لتسمية مرشح محدد على مقعد الفئات. وقال «من الأفضل تسمية مرشح واحد للدفع به فى الانتخابات منعا لتفتيت أصوات الناخبين، ونتنظر إعلان حزب الوفد عن قائمته لبدء المفاوضات معهم». وفى الوقت الذى أكد فيه أحد مرشحى «الوطنى»، طلب عدم ذكر اسمه، عقد حزبه «صفقة مع الحزب الوفد ليفوز الأخير بثلاثين مقعدا فى المجلس، استبعد ترشيح أبوزيد على مقعد الفئات فى الدائرة»، مبررا ذلك بقوله: «أبوزيد مش على قائمة الوفد فى الانتخابات،خاصة أنه انضم للحزب مؤخرا». كما استبعد مرشح «الوطنى» فوز الدكتور حازم فاروق، مرشح جماعة الإخوان المسلمين على مقعد الفئات، وعن ذلك يقول: «مش هيقدروا يحموا الصناديق»، فى إشارة ضمنية لعدم توافر ضمانات نزاهة الانتخابات. جدير بالذكر أن دائرة الساحل كانت تشهد استقرارا فى ممثليها على مقعدى العمال والفئات منذ عام 1969، إذ كان يمثلها أحمد طه، وسيد رستم، وهما من القيادات العمالية، إلا أن الخريطة السياسية بدأت تتغير فى انتخابات 2000، عندما تحالف أحمد طه مع على رضوان الذى كان يتنافس على مقعد الفئات وقتها، ونتج عن هذا التحالف احتفاظ رستم بمقعده وسقوط أحمد طه، وفوز على رضوان بمقعد «الفئات». وفى عام 2005 حافظ رستم على مقعده أيضا، واستطاع النائب الإخوانى الدكتور حازم فاروق الفوز بمقعد الفئات، وحينها أطلق على رضوان الأعيرة النارية فى أحد المقار الانتخابية بشياخة منية السيرج، ودخل اللجان الانتخابية مستعينا بمجموعة من «البودى جاردات». وفى المعركة الحالية يتنافس على مقعد العمال داخل الحزب الوطنى إلى جانب رستم وسعد الجوهرى، المرشح محمد عبدالفتاح بدر، الذى يعتمد على شعبية والده، النائب الأسبق للدائرة عندما كانت الانتخابات تجرى بواسطة القائمة النسبية، ويدخل المنافسة أيضا محمد طوخى، وكيل أول وزارة التربية والتعليم، الذى لم يحالفه الحظ فى الانتخابات السابقة.