لأول مرة منذ عدة سنوات، علقت إدارات رعاية الشباب بكليات جامعة القاهرة القوائم النهائية لانتخابات الاتحادات الطلابية المقررة غدا الاثنين بمختلف كليات الجامعة، الساعة السادسة مساء اليوم الأحد، إلا أن الأمن الجامعي قام بإخراج الطلاب من ساحات الكليات قبل تعليق الكشوف. وأكدت مصادر بالأسر الجامعية التي ليس لها مشكلات مع الأمن، أن مرشحي الإخوان قد تم استبعادهم تماما، لتحسم الانتخابات فعليا في عدة كليات من بينها كلية التجارة، التي يتمتع فيها طلاب الجماعة بتواجد كبير، لقائمة مكونة من خمس أسر جامعية رسمية هي: شباب النيل، ونيو ستب، وشعاع، والفراعنة، وحكاية، حيث فازوا جميعاً بالتزكية. وقال أحمد عادل أحد ناشطي أسرة شباب النيل بكلية التجارة، إن الأسر الرسمية اتفقت على الخروج بقائمة موحدة للتصدي للجماعات غير الشرعية بقوة بحسب كلامه وأضاف أن الأمين والأمين المساعد للاتحاد سيحددان غدا، رغم أن المواعيد الرسمية التي أعلنتها وزارة التعليم العالي بين يومي الاثنين والثلاثاء لانتخابات الجولة الأولى والإعادة في الفرق الدراسية المختلفة، على أن تحسم مجالس الكليات يوم الخميس القادم. وأكد عادل ل"الشروق" أنه بحسم انتخابات كلية التجارة غدا الاثنين، يمكن إلى حد كبير تحديد مجلس اتحاد جامعة القاهرة، حيث أن هناك ما أسماه "اتجاها عاما" لمنح غالبية مقاعد الإتحاد لطلبة كلية التجارة، لأنها تحتفل هذا العام بمئويتها، وأضاف أن منح اتحاد الجامعة للتجارة سيعطي دفعة كبيرة لاحتفالات المئوية. من جانب آخر، استطاعت "الشروق" الحصول على القوائم النهائية الكاملة لمرشحي كلية الإعلام، حيث خلت القوائم النهائية من أسماء خمسة مرشحين، بينهم فاتن الوكيل، إحدى طالبات رابطة طلاب العمل الإسلامي، الجناح الطلابي لحزب العمل المجمد. كما خلت القائمة النهائية من اسم عمرو عزت، عضو الاتحاد الحالي، ومقرر إحدى الأسر الطلابية الرسمية، وعضو الحزب الوطني، رغم أن أسرته هي الكيان الطلابي الوحيد الذي تم إبلاغه رسميا بموعد الترشيح للانتخابات من رعاية شباب الكلية. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها كلية إعلام القاهرة عملية شطب للطلاب من القوائم النهائية، وهو ما سبب حالة من الذهول بين طلاب الأسر الذين تسرب لهم الخبر، حيث حصلت كل قائمة على نصيبها من الحذف، فيما تحدثت القائمة التي شطب مرشحها لأمانة الإتحاد عن "مؤامرة" ضدها لأنها تعتقد أن حظوظها أعلى في الفوز. من جانبه، صرح أحمد الكردي، مسئول الملف الطلابي بحزب العمل، أن المرشحة التي تم شطبها بكلية الإعلام لم تكن تمثل إلا نفسها، وقال "هي ناشطة بالحزب، وبجبهة طلاب العمل الإسلامي، لكن الجبهة قررت مسبقا مقاطعة الانتخابات، وبالتالي فترشحها دون علمنا معناه أنها تمثل نفسها فقط"، لكنه استطرد "في النهاية نحن سنتضامن معها، لأنها عضوة بالجبهة، وسنعبر عن رفضنا لما حدث لها بالطرق المتاحة". على الجانب الآخر، ساد الهدوء الشديد أرجاء الجامعة اليوم، ولم تشهد أي تحركات طلابية من جانب طلاب الإخوان رغم قرارات شطبهم، واكتفى طلاب دار العلوم بمعرض طلابي يطالب بطرد الحرس الجامعي خارج أسوار الجامعة، كما مرت واقعة إعلان القوائم في هدوء تام، على عكس المعتاد، حيث كانت القوائم تحجب سنويا حتى صباح يوم الانتخابات، وسط احتجاجات صاخبة من طلاب الجماعة، وتحدث طلاب من الإخوان عن اتجاه لعدم القيام بأي تحركات داخل الجامعة لتركيز الجهود على وقفة وزارة التعليم العالي للتضامن مع طالبة جامعة الأزهر بالزقازيق. ورصدت "الشروق" غيابا تاما لسيارات الأمن المركزي حول أبواب الجامعة الفرعية، حيث اقتصر التواجد الأمني على الأعداد العادية المتواجدة حول الجامعة طوال العام الدراسي، فيما انشغل المرشحون للانتخابات في الدعاية لأنفسهم عبر نشاطات رياضية ومعارض انتشرت حول الجامعة. من جانبها، أكدت اتجاهات طلابية متعددة عزمها عدم التحرك داخل جامعة القاهرة احتجاجا على الانتخابات الطلابية، من بينهم حزب العمل واتحاد الطلاب الديمقراطي وحركة حقي، وحركة الحرية والعدالة، لتوجيه جميع الجهود نحو المظاهرة الحاشدة التي دعت لها قوى طلابية ضد ما اعتبروه تجاوزات غير محدودة من جانب الحرس الجامعي. وأكدت مصادر أن الوقفة قد تشمل هتافات ضد وزير الإرادة الطلابية وشطب طلاب التيارات السياسية، مضيفة أن الإخوان قرروا حشد جميع عناصرهم بجامعة القاهرة وجامعات القاهرة الكبرى، بالإضافة لجامعات إقليمية للمشاركة في مظاهرة الوزارة، بينما قالت مصادر أخرى تنسق مع الإخوان أن قطاعات واسعة من طلاب الإخوان سيشاركون في المظاهرة، بينما تبقى قطاعات أخرى داخل الجامعة، رافضا إعطاء مزيد من التفاصيل، حول إمكانية استخدام الإخوان لهم في مباغتة الأمن بتحرك مفاجئ وقوي داخل الجامعة