رأى أكاديميون ومحللون فلسطينيون، أن الأحداث الأخيرة على الصعيد السياسي والميداني في الأراضي المحتلة، تعلن عن مؤشرات اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، لكنها في رأيهم انتفاضة تختلف عن سابقتيها كونها "انتفاضة مدنية معولمة". وقال جورج جقمان، رئيس مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية، خلال مؤتمر في رام الله بالضفة الغربية حول إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة يشارك فيه عشرات الأكاديميين والحقوقيين،: إن "هناك مؤشرات على انتفاضة فلسطينية ثالثة تختلف عن الانتفاضتين السابقتين" في 1987 و2000. وأضاف أن "المؤشرات المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى انتفاضة يمكن وصفها بأنها "انتفاضة مدنية معولمة". ولفت إلى أن " المؤشرات تؤكد أننا في خضم انتفاضة فلسطينية من نوع جديد، لكن ما يعيق رؤية هذه الانتفاضة بوضوح هو أنها ليست محصورة في الأراضي الفلسطينية فقط، بل في مختلف أنحاء العالم"، متسائلا: "هل ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية عقبة أمام هذه الانتفاضة أم سندًا لها؟". وقال سميح شبيب، المحلل السياسي،: "هناك مؤشرات إذا جمعناها معًا نلحظ أننا بالفعل اليوم أمام مؤشر نحو "انتفاضة مدنية معولمة". وأضاف: "هناك تململ دولي من إسرائيل، وهناك مثلا سفن شريان الحياة الدولية التي وصلت والتي حاولت الوصول إلى غزة، وأيضا الدعوات التي تطلق في مختلف أنحاء العالم لمقاطعة إسرائيل، هذه كلها مؤشرات، لكنها لم ترتق بعد إلى وصفها بالانتفاضة". وبحسب شبيب فإن هذه المؤشرات "بحاجة إلى تأطير من قبل المؤسسة السياسية الفلسطينية، وأن تستنهض منظمة التحرير الفلسطينية لجان التضامن الدولية لتفعيل هذه الانتفاضة"، مشددًا على وجود "مؤشرات على انتفاضة مدنية مختلفة، لكنها بحاجة إلى تأطير ومؤسسة لتصل إلى النجاح". ودعا أكاديميون وسياسيون الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى فتح حوار "غير تقليدي" مع المؤسسات الفلسطينية، لمواجهة "حالة الجمود السياسي الحالية". ودعا ممدوح العكر، المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، الرئيس الفلسطيني إلى "فتح حوار وطني من نوع آخر، حوار يبدأ من منابر الجامعات الفلسطينية".