أكد الدكتور ماجد الديب، رئيس جامعة عين شمس، أن إستراتيجية الجامعة تسعى إلى تطوير برامجها ومقرراتها باستمرار، واستحداث برامج ومقررات جديدة على نحو يتناسب مع المتغيرات العلمية والأكاديمية. وأشار الديب، في تصريحات خاصة لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" اليوم، إلى أن الجامعة حريصة على إنشاء تخصصات وكليات جديدة تتناسب مع الاحتياجات العلمية والمتطلبات التنموية المختلفة؛ لذا أنشأت في السنوات العشر الماضية كليات للحاسبات والمعلومات وطب الأسنان والصيدلة وغيرها من الكليات. وأضاف أن جامعة عين شمس تتبنى أيضا فلسفة في مجال الجودة الشاملة، تقوم على توجيه كل الأنشطة الأكاديمية والإدارية والمالية نحو تحقيق رضاء العملاء والأطراف ذات المصلحة، مع التطوير والتحسين المستمر لجودة الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب؛ للوصول بها إلى المستويات التي تحقق التميز التنافسي في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي. وأوضح أن ذلك يتم من خلال ثقافة تنظيمية تقوم على الالتزام بالتوجه نحو المستفيد، والتحسين والتطوير المستمر، ومشاركة الإدارة والعاملين في تحقيق الجودة والتميز في الأداء، مع وضع نظام لتقويم الأداء الجامعي في كل جوانبه، بما يحقق المعايير الأكاديمية ومعايير الجودة الشاملة. وأكد الدكتور ماجد الديب، رئيس جامعة عين شمس، أن الجامعة في سعيها نحو تحقيق مدخل الجودة الشاملة تعتمد على الالتزام بنشر وتعزيز ثقافة الجودة مع العمل على تحقيق الترابط والتجانس بين النظم والإجراءات المتبع بالجامعة من خلال خطة إستراتيجية، تلتزم بعدد من المعايير المهمة، مثل التوجه في إدارة الجامعة ووحداتها برسالة وغايات الجامعة وقيمها وأهدافها، والمسئولية الواضحة، وفهم دور كل فرد في تطبيق ونشر الجودة، وتفعيل العملية التعليمية والبحثية بما يخدم المجتمع والبيئة، وتحقيق المساواة والعدالة والشفافية والمرونة اللازمة في أسلوب تقديم الخدمة، بما يقابل احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة، والتعامل مع التفاوت بين الطلاب؛ سواء على المستوى الاجتماعي أو الثقافي، بما يحقق توقعاتهم ويقابل احتياجاتهم. وذكر رئيس جامعة عين شمس بأن الجامعة وضعت أولويات لتنفيذ خطتها الإستراتيجية، من خلال تأهيل كليات الجامعة المتقدمة للاعتماد والجودة، والعمل على التطوير والتحسين المستمر لجودة العملية التعليمية والبحثية والعمليات المساندة للجامعة، وإنشاء كليات للتميز في مدينة العبور ذات تخصصات جديدة متفاعلة مع احتياجات سوق العمل، والتوسع في استخدام التعليم الإلكتروني والتعليم المفتوح والتعليم عن بعد، وتوفير الموارد والبنية اللازمة لتحقيق ذلك، والتوسع في التعيينات لأعضاء الهيئة المساعدة؛ لمواجهة عدم التناسب بين أعداد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الكليات ذات الأعداد الكبيرة. وأوضح أن تنفيذ الخطة الإستراتيجية تطلب أيضا تفعيل وعقد اتفاقيات للعلاقات الثقافية مع المؤسسات التعليمية والبحثية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية؛ لإنشاء برامج مشتركة على مستوى مرحلة البكالوريوس ومرحلة الدراسات العليا، فضلا عن إنشاء فروع جديدة للجامعة، وبصفة خاصة في المنطقة العربية وتسويق خدمات الجامعة الاستشارية والبحثية والاهتمام بقضايا البيئة والمجتمع، والعمل على المساهمة الفاعلة في التنمية المستدامة عن طريق التوسع في البحوث، والاهتمام بالبحوث متعددة التخصصات وإسهامات المراكز والوحدات ذات الطابع الخاص بالجامعة والكليات. وتابع رئيس جامعة عين شمس: إن الجامعة تهدف أيضا إلى زيادة قدرتها على المساهمة في التنمية المستدامة وخدمة المجتمع والبيئة، وتفعيل المراكز والوحدات ذات الطابع الخاص، وتسويق خدمات الجامعة التعليمية والبحثية والتطبيقية والاستشارية. وقال إنه في إطار الاهتمام بالخدمات والأنشطة الطلابية، فإن الجامعة تتبع عددا من الأنظمة، من شأنها تحفيز الطلاب على التفوق، وبذل مزيد من الجهد، من بينها صرف المكافآت والحوافز الدراسية للطلاب، وقبول الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير المدن الجامعية، وتفعيل النشاطات بها، مثل أنشطة رعاية الشباب بالمدينة والرعاية الطبية والإرشاد والتوجيه النفسي. ونوه الدكتور ماجد الديب إلى أن جامعة عين شمس تتصدى بفاعلية لكل القضايا المجتمعية وتدرسها، وتقدم الحلول والتصورات الملائمة لها؛ وذلك من خلال قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والذي يتبعه نحو 12 مركزا ذو طابع خاص على مستوى الجامعة، فضلا عن 80 مركزا ووحدة ذي طابع خاص على مستوى الكليات، ومن أمثلة تلك المراكز؛ مركز الخدمة العامة والتنمية الاجتماعية، ومركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية، ومركز تطوير تدريس العلوم، ومركز دراسات البردي والنقوش، ومركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، ومركز الأبحاث والدراسات والتدريب لناقلات الأمراض، ومركز تعليم الكبار، ومركز الاستشارات والدراسات العلمية للمحميات الطبيعية، ووحدة حساب بحوث خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومركز تسويق الخدمات الجامعية. تجدر الإشارة إلى أن جامعة عين شمس تعد أقدم ثالث جامعة مصرية، تأسست في يوليو 1950م تحت اسم "جامعة باشا إبراهيم" تشاركت مع الجامعتين السابقتينِ، "جامعة القاهرة" (فؤاد الأول) و"جامعة الإسكندرية" (فاروق الأول) في إنجاز رسالة الجامعات، واحتوت الطلب المتزايد من شباب التعليم العالي، وشملت عددا من الكليات والمعاهد الأكاديمية التي طورت مؤخرا في الجامعة. وتقع الجامعة الآن في منطقة قصر الزعفران، الذي بني أثناء حكم الخديوي إسماعيل وسمى القصر بهذا الاسم؛ لأن المنطقة المحيطة به كانت مشهورة بمزارع الزعفران، وكان القصر يستخدم لاستضافة مكاتب إدارة الجامعة المصرية عندما أسس في عام 1925م. كما كانت تستخدمه وزارة الخارجية من قبل كدار ضيافة لإسكان الزوار المهمين، وشهد القصر أيضا توقيع معاهدة 1936م بين مصر وبريطانيا العظمى، وفي عام 1952م أصبح المقر الإداري لجامعة عين شمس، وأصبح مؤسسة علمية وثقافية رئيسية. وبالنسبة لمستشفيات الجامعة، فهي تقوم بتقديم رعاية صحية متكاملة ومتطورة وآمنة في متناول الجميع، مع مراعاة معايير الجودة، وتقديم خدمات تعليمية وبحثية وتدريبية، مع مراعاة أخلاقيات المهنة وصحة العاملين والمجتمع والبيئة.