أعلنت حالة الطوارئ في غرب المجر اليوم الثلاثاء، وذلك بعد مرور يوم على تدفق آلاف الأطنان من الطين الأحمر من مصنع للألومونيوم، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 100 آخرين. وتدفقت موجة نفايات صناعية كاوية بارتفاع مترين عندما انهار مستودع لتخزين النفايات وانجرفت إلى جميع أنحاء الريف وغمرت العديد من القرى وغطت الشوارع والمنازل بطين احمر مصفر. وتعين إجلاء عدة مئات من الأشخاص من منازلهم وجرى استدعاء أفراد ومروحيات من الجيش لمساعدة أطقم الإنقاذ في المنطقة المتضررة قرب بلدة أيكا التي تبعد نحو150 كيلومتر جنوب شرق العاصمة بودابست. وقال وزير الدولة للبيئة زولتان إيليس إنه من بين الضحايا طفلة لا يتجاوز عمرها عاما واحدا وشقيقها (ثلاث سنوات)، وكلاهما توفي عندما غمرت النفايات من مصنع ألمونيوم منزلهما، وتوفي شخص متقاعد أيضا في منزله كما لقي شخص آخر حتفه عندما دفنت سيارته. وتراكم الطين السام بارتفاع مترين في بلدة ديفيسر حيث تعين إخلاء أكثر من 200 منزل وتجرى عملية تطهير ضخمة حاليا. وبالإضافة إلى المأساة الإنسانية ، يعد الحادث الصناعى كارثة بيئية ضخمة. وغطى الطمي السام مناطق شاسعة وهناك تهديد بتدفق المادة الكاوية إلى روافد نهر الدانوب. وقال جيرجيلي سيمون، وهو متخصص في الكيمياء البيئية في جماعة العمل من اجل الهواء النظيف المجرية، وهي جماعة تدافع عن البيئة" الطين قلوي للغاية ومثير ويمكن أن يسبب حروقا في الجلد والعيون بالإضافة إلى أن من المحتمل أن يكون مميتا إذا تم ابتلاعه". وتابع انه قتل مجموعة من الأسماك وحيوانات الحياة البرية في نهر ماركال الذي يتدفق بالقرب من موقع التسرب، مضيفا انه على الرغم من أن المادة تصبح مخففة مع تدفقها في المجرى، إلا أنها يمكن أن تؤثر على التوازن البيئي في نهر رابا الذي يتدفق إلى نهر الدانوب . وقال سيمون إن هناك قلقا أخر من احتمال احتواء الطمي على معادن ثقيلة سامة مما يعنى انه سوف يتعين أن تتضمن عملية التطهير إعادة بناء المنازل بشكل كامل وإزالة مساحات ضخمة من سطح التربة من المنطقة المتضررة وذلك من اجل التخلص الأمن من هذه المادة السامة. واوضح وزير الدولة للبيئة زولتان إيليس بعد اجتماع للجنة الكوارث "أن الحكومة تقدم كل مساعدة ممكنة لعلاج الكارثة البيئية التي حدثت في منطقة ايكا"، مؤكدا انه يتعين على الشركة التي تسببت في هذه الكارثة أن تتحمل التكاليف ولكن إذا كانت لا تملك رأس المال الضروري عندئذ فان الحكومة سوف تضمن توفير الأموال أو انه يجب المطالبة بالدعم من الاتحاد الأوروبي. وقال صاحب مصنع "مال ماجيار" المجري للألمونيوم اليوم الثلاثاء إن عمليات الإصلاح بدأت في القطاع المهشم من السد على مستودع لتخزين النفايات الصناعية ، مضيفا أن ما بين 96 % و98 % من النفايات ما زالت موجودة في منشأة التخزين.