كارثة بيئية جديدة تهدد الأمن الغذائي في مصر، ففي محافظة البحيرة خرج الفلاحون بجميع القرى و المراكز يصرخون بعد تلف أكثر من 15 ألف فدان من محصول الذرة الصفراء، ذلك المحصول الاستراتيجي الذي اعتمده أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، كشريك أساسي في تصنيع رغيف الخبز المخلوط بدقيق القمح. وقد وجه المزارعون أصابع الاتهامات إلى إحدى الشركات الأمريكية تسمى (بايونير)، حيث أكدوا أن بذور التقاوي هي المتسبب الأول والأخير في إتلاف محصولهم وإصابته بمرض سرطان الذرة الصفراء، كما شكك مزارعو قرية "دسنوس أم دينار" في هوية الشركة ووصفهم إياها بشركة مغرضة تهدف إلى تدمير زراعة الذرة الصفراء، لإحداث اكبر أزمة في الخبز والعلف الحيواني ستشهدها مصر خلال الفترة المقبلة. إبراهيم حجازي – أحد المزارعين المتضررين – اتهم شركة بايونير بإتلاف المحصول عن عمد من أجل ضرب الاقتصاد المصري وإحداث أزمة في العلف والخبز، مستنكراً صمت وزارة الزراعة عما يعترى المحاصيل من أمراض مسرطنة ودمارها كلياً، كما أن زراعة محصول الذرة أصبح الملاذ الأخير للفلاحين بحسب حجازي بعد منع وزارة الزراعة عدة محاصيل أهمها الأرز، هدد حجازي بامتناع المزارعين عن زراعة الذرة الصفراء وهجر الأراضي الزراعية فريسة للتصحر إن لم يتدخل المسئولون لحل قضيتهم. طلبة رفاعي – أحد أهالي قرية أم دينار المتضررين – أكد أنه بعد شراء التقاوي من شركة (بايونير ) 33د / 99، شك في نوعية هذه البذور ولاحظ وجود خطوط سوداء بها، وبعد زراعة هذه التقاوي نما الزرع حتى طول معين، ثم أصابه الشلل والسرطان التام، وطالب رفاعي تعويض الفلاحين عن الخسائر الناجمة من وراء هذه الكارثة، إذ أن تكلفة زراعة الفدان الواحد من الذرة الصفراء تتعدى الألف ونصف الألف جنيه. طه محمد طه – مزارع– أشار أن شركة "بايونير" تشترى من الفلاح كيلو الذرة ب4 جنيهات، ثم تبيعه له كبذور زراعية سعر الكيلو منها ب50 جنيه، أي أن الشركة هدفها التربح من وراء الفلاح علاوة على تدمير محصوله، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن هوية الشركة، ولماذا تخطط بهذه الطريقة المريبة؟. الفلاحون أكدوا للشروق أنهم سوف يمتنعون عن زراعة الذرة الصفراء في الأعوام القادمة، نظراً لتسببه في إحداث خسائر فادحة لهم، قدرها البعض بحوالي 20 مليون جنيه على مستوى محافظة البحيرة وحدها. خاص الشروق from ShoroukNews.com on Vimeo.