أكد سفير الصين لدى مصر وو تشون هوا، أن العلاقات الثنائية بين مصر والصين قطعت شوطا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية.. مشيرا إلى أن البلدين ظلا يتبادلان الزيارات على مستويات رفيعة وحقق التعاون الثنائي في المحافل الدولية والإقليمية نتائج مثمرة وساهمت الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من الجانبين بدفع هذه العلاقات إلى الأمام. جاء ذلك بمناسبة اللقاء السنوي الذي عقدته سفارة الصين بالقاهرة الليلة الماضية مع الإعلاميين الصينيين والمصريين، وانتهاء مدة عمل اوو تشونهوا كسفير للصين لدى مصر. وأضاف السفير الصيني أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين حقق ثمارا وافرة دفعت العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد. وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 6 مليارات و240 مليون دولار أمريكي عام 2008 مقابل 3 مليارات عام 2006 محققا بذلك الحجم المستهدف وهو 5 مليارات دولار قبل الموعد المحدد بعامين.. مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بلغ 4ر3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2010 متوقعا أن يصل في نهاية العام إلى 7 مليارات. وذكر أنه على الرغم من أن هذا الرقم تراجع العام الماضي نتيجة الأزمة المالية العالمية، إلا أن الصادرات المصرية إلى الصين زادت بنسبة 4ر75%، مما يعد دليلا على إمكانية التبادل التجاري بين البلدين. وأوضح سفير الصين لدى مصر وو تشون هوا، أنه وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الاستثمار المصرية، تجاوزت الاستثمارات الصينية المتراكمة في مصر 500 مليون دولار حتى نهاية العام الماضي موفرة بذلك أكثر من 3 آلاف فرصة عمل، وأصبحت الصين الشريك التجاري الثالث في هذا المجال. وأضاف أن التعاون بين الصين ومصر في المجالات الثقافية والتعليمية والتكنولوجية والسياحية والإعلانية شهد دفعة قوية، حيث تم إنشاء أفرع للغة العربية في 20 جامعة صينية وإنشاء أقسام للغة الصينية في 5 جامعات مصرية وتأسيس معهدين "كونفوشيوس" في مصر عام 2009، كما وصل عدد السياح الصينيين بمصر 90 ألف سائح. وأكد أن الجانبين المصري والصيني أقاما سلسلة من الفاعليات التبادلية المتنوعة مثل الأسابيع الثقافية والمهرجانات السينمائية ومعارض فنية ومعارض للمقتنيات الأثرية، مما أدى إلى تزايد ظاهرة (الشغف بالصين) (الشغف بمصر). وقال إن هذه النتائج لم تتحقق بسهولة، بل كانت تنبع من الاهتمام البالغ والتوجيهات الراشدة من قبل القيادتين والجهود الدؤوبة والتعاون الكامل في مختلف القطاعات والدعم الكبير والمشاركة الفعالة بين شعبي البلدين. وحول ما نشر مؤخرا من أن الصين ستتجاوز اليابان من حيث الناتج المحلى الإجمالي خلال العام الحالي لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أوضح أن هذا أمر مشجع لأنه يؤكد على الإنجازات العظيمة التي تحققت خلال الثلاثين عاما الماضية من سياسة الإصلاح والانفتاح. ولكنه أضاف في الوقت نفسه أن الحقيقة التي لابد من مواجهتها هي أن عدد سكان الصين يبلغ مليار و300 مليون نسمة وإذا ما تم اقتسام الناتج الإجمالي المحلي أو حجم الإنبعاثات لثاني أكسيد الكربون أو الإنفاق العسكري على هذا العدد سيصبح رقما صغيرا لا يذكر. ولفت سفير الصين لدى مصر وو تشون هوا، إلى أنه على سبيل المثال يبلغ الناتج الإجمالي المحلي للصين حوالي 4500 مليار دولار أما نصيب الفرد منه فهو 3800 دولار فقط، مما يقع في المرتبة 105 بالنسبة للتصنيف العالمي متخلفا عن كثير من الدول النامية. وأوضح هناك 150 مليون نسمة في الصين تعيش تحت خط الفقر بمعدل دولار واحد في اليوم وفق بيانات الأممالمتحدة، إلى جانب أن الاقتصاد الصيني يعاني من خلل في مستويات التطور بين المدن والريف وبين المناطق الشرقية والغربية ويبلغ عدد الفلاحين في الصين أكثر من 700 مليون نسمة وهو عشرة أضعاف سكان مصر. وتواجه الصين تحديات كثيرة لذا نؤكد أنها مازالت دولة نامية وهذا ليس تواضعا وإنما حقيقة. وأعرب عن شكره الخاص لوسائل الإعلام المصرية لتعاونها معه خلال السنوات التي أمضاها في مصر سفيرا لبلاده.. موضحا أن وسائل الإعلام قامت ببناء جسر التواصل والتفاهم بين الجانبين وساهمت في تعزيز الصداقة القائمة بينهما.