تناولت صحف عربية صادرة صباح اليوم الجمعة، عددا من الشؤون العربية، كانت على رأسها ردود الأفعال الغاضبة على تشكيك الأنبا بيشوي في آيات قرآنية وتوقع الإخوان اندلاع أحداث عنف بعد قرار مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بجانب فضيحة جديدة لصحيفة "الأهرام" القومية وفشل الأحزاب الناصرية في تحقيق وحدتها التنظيمية منذ 40 عاما أعقبت رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. تشكيك في آيات قرآنية ورصدت صحيفة "الجريدة" الكويتية ردود أفعال سياسيون مسلمون وأقباط، أمس الخميس، على هجوم الرجل الثاني في الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا بيشوي على بعض أصول العقيدة الإسلامية وتشكيكه في بعض آيات القرآن الكريم، مطالبين جموع المسلمين بضبط النفس كي لا يتحول الغضب إلى مواجهات طائفية، ومؤكدين أنه على بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة أن يُعاقب الأنبا بيشوي بال"شلح" - أي إنهاء خدمته الدينية - بسبب تعمده إثارة فتنة بين المسلمين والأقباط، على حد وصفهم. وبينما غرقت الكنيسة المصرية في صمت مُطبق رافضة التعليق على تصريحات بيشوي، نقلت "الجريدة" عن صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية القول، إن ما قام به الأنبا بيشوي "مغلوط تماما ولا يجوز"، مشيرا إلى أنه لن يجلب سوى المزيد من التوتر الطائفي الذي لا تُحمد عقباه. وطالب البياض عقلاء المسلمين والمسيحيين على السواء ب"ضبط النفس حتى لا يتطور الأمر إلى مواجهات طائفية"، مؤكدا أن "أفكار بيشوي لا تعبر عن الكنيسة مهما كان منصبه فيها'، لافتا إلى "ضرورة أن يرد البابا على ادعاءات بيشوي بنفسه ويوقع عليه عقوبات". وفي السياق ذاته، نقلت عن ممدوح إسماعيل رئيس رابطة المحامين الإسلاميين القول، إن تصريحات بيشوي "استفزاز صارخ وإشعال للفتنة الطائفية"، واتهم بيشوي بأنه "مرتبط بمخطط سياسي كنسي أرثوذكسي للدعوة إلى تقسيم مصر وإقامة دولة قبطية مستقلة في الجنوب، ولابد من التصدي له". كما أشارت الصحيفة إلى تقديم المحامي نبيه الوحش إنذارا على يد محضر ضد البابا شنودة، يطالب فيه ب"شلح وعزل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والقمص عبد المسيح بسيط راعي كنيسة السيدة العذراء أيضا، حيث اعتبر الوحش في تصريحات ل"الجريدة" أن 'الكاهنين من أبرز رموز الفتنة في مصر، لأنهما تجاوزا حدودهما بعد تشكيك بيشوي في بعض الآيات القرآنية، وقيام بسيط بالتهكم على الإسلام". عنف غير مسبوق وأبرزت صحيفة "القدس العربي" اللندنية قرار مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتحذيراتها من أنها قد تشهد عنفا غير مسبوق إذا ما أرادت الحكومة التزوير كما فعلت في انتخابات مجلس الشورى. ونقلت الصحيفة عن مراقبين القول، إن مشاركة الإخوان ستؤدي إلى تكريس ضعف المعارضة، كما ستؤدي إلى الإضرار بالجمعية الوطنية للتغيير وراعيها محمد البرادعي المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، الذي كان قد دعا المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات. فضائح (الأهرام) وقال الكاتب الفلسطيني عصام شاور في مقاله ب"القدس العربي" إن فضائح صحيفة "الأهرام" القومية تتوالى، وذلك بعدما نشرت خبرا ملفقا حول عملية الخليل، وهو ما اعتبره محاولة منها لتعميق الهوة بين الفصائل الفلسطينية واستنطاق المقاومة على الطريقة الصهيونية، بجانب التمهيد لمبررات ضرب قطاع غزة تحديدا. وأضاف شاور أن عنوان الخبر يذكر بصورة الأهرام المفبركة وفضيحتها الأخيرة، حيث إن صحيفة "الأهرام" تدعي أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في سوريا وقيادة الجناح العسكري للقسام في غزة، أرادا إسقاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحل السلطة الفلسطينية وإنهاء عملية السلام بالكامل من خلال العملية التي نفذتها المقاومة في مدينة الخليل وأسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين، بحسب ما نسبته الصحيفة لمصادر أمنية فلسطينية. ما بعد عبد الناصر أما صحيفة "الحياة" اللندنية، فأوردت مقالا للكاتب المصري وليد محمود عبد الناصر في ذكرى مرور 40 عاما على رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، قال خلاله إن التيارات الناصرية فشلت-ليس على صعيد العالم العربي مجتمعاً فقط- في تحقيق وحدتها التنظيمية أو الحفاظ عليها حينما تحققت. وأرجع الكاتب ذلك الإخفاق إلى مزيج مما يمكن تسميته باعتبارات موضوعية كالخلافات الفكرية حول تفسير المعطيات الناصرية ودلالاتها السياسية في عالم ما بعد عبد الناصر، أو تباينات سياسية حول المواقف التي يجب أن تتخذها الحركات الناصرية تجاه الحكومات القائمة في بلدانها أو تجاه القوى السياسية الأخرى، مع تنوعها، أو الاختلاف حول كيفية التعامل مع قضايا مستجدة، بخاصة ما يتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.