توجه دان مريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير شؤون المخابرات، بنداء إلى محمود عباس الرئيس الفلسطيني طالبه فيه بعدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة بسبب قضية البناء الاستيطاني. وقال إن المفاوضات تجري حول ما هو أهم من الاستيطان: حول إقامة دولة فلسطينية توفر للشعب الفلسطيني الاستقرار وتضع حدا لمعاناته. وأضاف مريدور، في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ونشرته اليوم الخميس، أن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء "أحدث تغييرا كبيرا وجوهريا في سياسة معسكر اليمين الذي يقوده. وهو جاد ومخلص في الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام". وقال إن فشل المفاوضات الجارية اليوم سيلحق ضررا، ليس فقط بإسرائيل "فهي مفاوضات من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفشلها لا يؤخر قيام الدولة الفلسطينية فحسب، بل سيفشل منظمة التحرير الفلسطينية وسيتسبب في خسارة للتيار القومي الفلسطيني لحساب قوى الإسلام السياسي. فهذه القوى يقودها من دمشق، خالد مشعل، الذي يخدم الأهداف الإيرانية وهو المستفيد الوحيد من فشل المفاوضات". ورفض مريدور، في هذا السياق، الأفكار التي تتردد لدى أوساط يمينية إسرائيلية بأنه من مصلحة إسرائيل أن تسيطر حماس على الضفة الغربية، فهذا يبقي القدس ومنطقة الغور في وادي الأردن بأيدي إسرائيل. وأكد أن مصلحة إسرائيل هي في السلام وليس في تأجيل التسوية. كما رفض الفكرة السائدة في العالم العربي والقائلة إن نيتانياهو يدير مسيرة هدفها دفع السلطة الفلسطينية إلى مواقف رفضية حتى يتهمها الأمريكيون والعالم بإفشال مفاوضات السلام. ونفى وجود تعنت في المواقف الإسرائيلية، وقال: نحن نتوجه إلى المفاوضات بغرض التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. هناك خلافات في القضايا الأساسية بيننا. لكل طرف آراؤه ومواقفه التي يعتقد بأنها الصحيحة. وهذا حقه. وليس طبيعيا أن يخضع أي طرف الآخر. لا بد من حل وسط لذلك، على الطرفين التنازل عن الموقف الأحادي الجانب والقبول بالحل الوسط. وفي شأن الاستيطان، قال: قبل 10 أشهر، بادرنا إلى تجميد البناء الاستيطاني لمدة 10 أشهر ولكن الفلسطينيين رفضوا هذا القرار وقالوا إنه لا ينطوي على تجميد حقيقي والآن يريدون تمديده. فلماذا لم يقبلوه في حينه؟ لماذا لم يستغلوا هذه الفترة لإطلاق المفاوضات؟ لماذا أضاعوا هذا الوقت؟ ما هو المنطق في تصرفهم؟. ورأى مريدور أن نيتانياهو قدم الكثير، فقد وافق على مبدأ الدولتين للشعبين، بعكس المفاهيم في معسكره. نيتانياهو بادر إلى تجميد البناء الاستيطاني 10 شهور. أزال حواجز عسكرية كثيرة، يشهد الفلسطينيون أنفسهم على أنها أسهمت في تحسين حياتهم واقتصادهم. لقد خطا عددا من الخطوات المهمة إلى الأمام. امتحان صمد فيه بحق. الآن جاء دور الفلسطينيين. ونحن لا نطلب منهم شيئا خارقا. فقط نطلب الاستمرار في المفاوضات، لأن المفاوضات هي الأساس. من دونها لن يتحقق شيء.