أطلقت مجموعة من مثقفي سيناء مبادرة جديدة تحت عنوان "سيناويون ضد العنف" داعين أبناء سيناء والدولة إلى نبذ العنف المتبادل بينهما. وطالب البيان الصادر عن الداعين للمبادرة "الدولة والجماعات الأهلية في سيناء إلى وقف أعمال العنف غير المبررة وغير المقبولة التى تصاعد مؤشرها إلى أقصى مدى يمكن تخيله". وقال البيان: "هناك ضحايا يسقطون بمعدلات مخيفة في ظل غياب كامل لأي أصوات عاقلة تحاول أن تلجم هذه الدوامات المتتالية من العنف"، مضيفا: "من أجل هذا كله نعلن عن مبادرتنا التي تتطلع إلى شيوع حالة السلم الاجتماعي في كل ربوع سيناء من (القنطرة شرق) وحتى (رفح) ومن (لّية الحصيني) وحتى (رأس محمد)". وقال أشرف العناني، شاعر ومدون في الشيخ زويد، إن "عودة العنف إلى المشهد في سيناء يرجع إلى سببين؛ أولهما عدم اهتمام الحكومة بالجانب الثقافي والتعليمي لأبناء سيناء مما يجعلهم فريسة سهلة لكل الأفكار المرتبطة بالعنف"، وتابع العناني: "يزدهر العنف أيضا بسبب البطالة المنتشرة بين أبناء سيناء، الأمور تهدأ عندما تعمل الأنفاق، لكنها تتوتر مرة أخرى عندما تتوقف عن العمل، وهو ما يتكرر كثيرا هذه الأيام". وأوضح المثقفون أنهم يأملون من خلال تلك الدعوة إلى إعادة الأمان والسلم الاجتماعي إلى كل ربوع سيناء، فيما قال العناني إن المبادرة، التى دعا إليها وعدد من المثقفين من أبناء سيناء، تحاول "وقف العنف التى انتشر في سيناء خلال الفترة الماضية"، مؤكدا أن المبادرة ظهرت الآن في ظل "غياب غريب" لأي صوت عاقل وحكيم يتدخل لإنهاء الخلافات والتوترات المتكررة بشكل يومي في سيناء. وأكد العناني أن المبادرة ستعمل على تشكيل مجلس حكماء يضم كبار شيوخ القبائل من البدو والحضر يمكنهم التدخل لإنهاء أي صراعات مستقبلية. وشددت المجموعة على أنها ستنشط خلال الفترة المقبلة في محاولة للاتصال بالمواطن السيناوي في كل مكان، وعقد ندوات وفعاليات لمواجهة انتشار العنف في سيناء. يذكر أن سيناء شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من حالات اختطاف الأفراد المتبادل بين القبائل والعائلات الكبيرة بالإضافة إلى حوادث التوثيق، المقصود بها الاستيلاء على سيارات الخصم في الخلافات، التى تتكرر بكثرة على مدار العام. في حين لم تحدث أي محاولات من جانب الشرطة أو المجالس العرفية للتدخل وإنهاء تلك الصراعات.