قررت نيابة عين شمس إيداع أيمن صابر الدسوقى (12عاما) إحدى دور الرعاية الاجتماعية للأحداث فى القاهرة، بعد اتهامه بقتل الطفل أحمد ثابت إبراهيم (عامان) والذى اختطفه من منزله فى عين شمس للتسول به فى الشوارع، قبل أن يلقيه حيا فى النيل. كان اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة تلقى بلاغا عن الحادث، فأصدر تعليمات بانتقال اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، لمكان الواقعة، وتبين أن أسرة المجنى عليه أبلغت عن اختطافه، وتعرفت على جثته بعد انتشالها من النيل فى منطقة بولاق أبوالعلا. وأمام محمد سلامة، مدير نيابة عين شمس، مثل المتهم للتحقيقات، والتى نسبت إليه إدلاءه باعتراف تفصيلى عن الجريمة وملابساتها، وجاء فى نص أقواله، أنه ولد ضمن أسرة تتكون من أب يعمل موظفا فى شركة الكهرباء وأم تعمل موظفة فى إحدى الجهات الحكومية وشقيقتان أصغر منه، وقال إن والده تركه ينام فى الشوارع دون أن يسال عنه ودون رعاية، ليتحول إلى أحد أطفال الشوارع: «كنت أنام معهم وأشم (الكله) وأتعاطى الكحوليات، خصوصا أن والدى طردنى من المنزل أكثر من مرة فتعلمت من أصدقائى السرقة والتسول». وأضاف حسب التحقيقات «فى يوم الجريمة طلبت من والدى نقودا لشراء ملابس العيد وعندما تأخر فى شراء الملابس، فكرت فى السرقة حتى أحصل على المال اللازم، وتوجهت لأحد محال الملابس فى عين شمس وشاهدت بنطلونا وقميصا كان سعرهما 120 جنيها، فنزلت بسرعة كالمجنون أبحث عن شىء أسرقه، ودخلت أكثر من عمارة لسرقة الشقق، وعلى مدى ساعتين فشلت فى الحصول على أى أموال أو مسروقات وعندما دخلت العقار الذى يقطن فيه المجنى عليه وجدته نائما على الأرض وجميع الشقق فى الدور الارضى مغلقة، وكانت والدته تغسل الملابس داخل البيت على بعد نحو عشرة أمتار تقريبا من الشارع، ففكرت فى خطف الطفل والتسول به، خصوصا أننا فى أواخر شهر رمضان، وحملت الطفل على كتفى دون أن يصرخ أو يبكى وركبت مترو الأنفاق دون أن أقطع تذكرة من شباك التذاكر ووصلت إلى رمسيس وصعدت إلى الشارع لأمارس التسول ولم أتمكن من تحصيل أى مبالغ، وعندما انطلق مدفع الإفطار جلست بالطفل على مائدة الرحمن وتناولت الإفطار، لأنى كنت صائما، وبعدها ركبت ميكروباص ووصلت إلى ميدان التحرير، ثم إلى جوار مبنى الإذاعة والتلفزيون، وهناك صدرت رائحة كريهة من الطفل بسبب تبوله كثيرا فاضطررت إلى النزول به فى النيل لغسل ملابسه». وتابع المتهم: «فوجئت به يترنح منى ودخل فى غيبوبة فقررت التخلص منه بإلقائه فى فى النيل، وظللت أراقبه حتى غرق». وأصر الصبى فى أقواله أنه لم يقصد قتله، موضحا: «توفى فى يدى فاضطررت إلى إلقائه فى النيل، ولم أكن أنوى أن أتخلص منه، وإنما الاستعانة به فى الحصول على ثمن ملابس العيد عن طريق التسول به». وجاء فى أقوال صابر بيومى (22 عاما) والد الطفل القتيل بواب أن نجله «كان يعانى من مرض الجفاف بسبب ولادته بعد 7 شهور فقط ويحتاج يوميا الى فيتامينات وعلبه لبن يوميا تتكلف أكثر من 50 جنيها، وقبل اختطافه لم يتناول اللبن، ولذلك أصيب بإعياء شديد» . وقرر أيضا فى تحقيقات النيابة أن زوجته «كانت أمينة على الطفل، ولم تقصر فى رعايته، والاهتمام به»، وبرر اختطاف الطفل من أمامها فى غفلة منها بأنها «تعانى من روماتيزم فى القلب، ولم أتمكن من علاجها، ودائما ما كانت تصاب بحاله توهان ولذلك تم اختطاف نجلها من أمامها، دون أن تلحظ» . وقررت النيابة فى نهاية التحقيق، انتداب الطبيب الشرعى لبيان سبب وفاة الطفل، قبل التصريح بدفنه.