يبدو أن أزمة مسلسل «العار» مع الأوساط المغربية لن تهدأ سريعا، رغم اعتذار مؤلف المسلسل ومخرجته عن الإساءة غير المقصودة للمغربيات التى جاءت فى أحداث العمل بوجود «فتاة ليل» مغربية.ولم يفلح قرار أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بمراجعة جميع برامج ومسلسلات التليفزيون وتنقيتها مما قد يمثل إساءة للمرأة العربية، فى تهدئة الجانب المغربى تجاه المسلسل. واستنكر اتحاد العمل النسائى المغربى بشدة ما سماه ب«الحملة الدنيئة» التى تستهدف النيل من كرامة النساء المغربيات وصورتهن لدى الرأى العام العربى، فى إشارة إلى مسلسل «العار».وقال الاتحاد النسائى، فى بيان أصدره عقب اجتماع طارئ، لبحث «الحملة التى تستهدف النساء المغربيات فى مسلسلات عربية»، إن هذه الحملة تعتبر «تكالبا مشينا من قوى متخلفة ومغرقة فى المحافظة لا يروقها ما حققه المغرب من مكاسب مهمة للنهوض بحقوق النساء وحقوق الإنسان بشكل أعم». وأضاف البيان أن النساء المغربيات «المعتزات بمكتسباتهن ونضالهن من أجل التحرر والوحدة والديمقراطية والمساواة والكرامة الإنسانية، ليفخرن بما أثبتن من كفاءات عالية مشهود بها ومن عطاءات فى مجالات الإنتاج والتدبير والفكر والإبداع والسياسة والقضاء والعلوم والشأن الدينى وغيرها». وشدد البيان على أن هذه المحاولات الدنيئة «لا تستطيع حجب هذا الواقع الذى لا يرتفع بالترويج لصور نمطية تحط من كرامة المرأة المغربية». ولفت الاتحاد النسائى، فى بيانه، إلى أن الدعارة كأقصى درجات الاستغلال والعنف ضد النساء لا تخص مجتمع المغرب وحده دون غيره، لكنها تندرج ضمن الجرائم المنظمة العابرة للقارات والحدود الوطنية التى تحكمها مافيا الاتجار فى البشر. وأكد أن تحرر النساء العربيات وإقرار حقوقهن الأساسية، وعلى رأسها الحق فى الكرامة والمساواة، يستدعى من ضمن ما يستدعيه، القطع مع توظيف وسائل الإعلام لإعادة إنتاج المثل والقيم التى تحارب العنف والاستغلال الجنسى للنساء.