أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه عاتب على الزعماء والقادة العرب، الذين قرروا في قمة سرت أن يدفعوا لمدينة القدس 500 مليون دولار للمحافظة على عروبتها وإسلاميتها، و"لم يصلها فلس واحد"، معتبراً ذلك بأنه "فضيحة حقيقية". وأشار عباس في تصريحات لصحيفة "الرأي" الكويتية تنشرها، اليوم الثلاثاء، أنه أثار هذا خلال لقائه بالزعيم الليبي معمر القذافي رئيس القمة العربية، وأنه قال له: "قررت القمة 500 مليون دولار للقدس لم يصلنا منها أي شيء، لا أريد التحدث عن التزامات العرب تجاه السلطة والتي تصل من بعض الدول ولا تصل من أخرى، لكن الأموال مخصصة للقدس ولحماية القدس وسمعنا الكثير من الخطابات التي تقول إن القدس عاصمتنا جميعا، مقدساتنا وقبلتنا الأولى ومسرى نبينا". وقال: "المطلوب من العرب ودول الخليج في هذه المرحلة التأييد السياسي والدعم الاقتصادي والمالي والدعم الكامل على الصعيد السياسي في كل القضايا". وفيما يتعلق بالمفاوضات، شدد عباس على أن "أي ضغط عليّ لتقديم تنازلات في قضيتي الحدود واللاجئين والقضايا الجوهرية الأخرى، يعني أنني سأحمل حقائبي وأرحل ولن أبقى للتوقيع على تنازل واحد من ثوابت الشعب الفلسطيني". وكشف أبو مازن "إننا نحن الذين لعبنا دور الوسيط لتقوم مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا برعاية تركية"، متمنيا على العرب الذين يريدون أن يحاربوا "أن يحاربوا وسنكون في الطليعة، أما أن تحاربوا فينا فلا". وعن قطاع غزة، أكد أبو مازن: "لن نترك غزة لحركة حماس، كما لن نترك الضفة الغربية لحماس أو غيرها، والجميع يعرف الظروف التي جاءت بالانقلاب والتي أدت إلى مثل هذا الانقسام. ونحن قررنا ألا يحدث أي صدام بيننا وبين إخواننا بمعنى ألا نستعمل السلاح بل نلجأ إلى الحوار لإنهاء الانقسام".