أعلن مصدر حكومى إسرائيلى إلغاء الاجتماع التحضيرى لمفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، الذى كان مقررا عقده فى مدينة أريحا بالضفة الغربية أمس بحضور أمريكى، وذلك بطلب من السلطة الفلسطينية. وفيما اتهم وزراء فى الائتلاف الإسرائيلى الحاكم رئيس الوزراء بينامين نتنياهو بإخفاء معلومات، استبعد وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان تحقق السلام فى العام المقبل ولا حتى فى الجيل القادم. المصدر، الذى لم تكشف هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) عن اسمه، أوضح أن «الجانب الفلسطينى طلب إلغاء هذا الاجتماع بسبب أن الفلسطينيين أرادوا أن يكون الاجتماع سريا»، دون الإشارة إلى مزيد من التفاصيل. فيما أرجع عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فى تصريح ل«الشروق» إلغاء الاجتماع إلى أن «الوفد المرافق للرئيس عباس، والذى يضم كبير المفاوضين صائب عريقات، لم يعد بعد إلى رام الله بسبب الجولة المغاربية التى قام بها الرئيس إلى ليبيا وتونس، لاطلاع القادة العرب على ما تم الاتفاق عليه فى واشنطن حول المفاوضات المباشرة»، مشددا على أنه «لا اجتماعات تحضيرية مع إسرائيل حتى عودة الوفد إلى رام الله». وكان مقررا أن يكون هذا الاجتماع هو الأول من نوعه بعد استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين فى البيت الأبيض الخميس الماضى، بحضور الرئيس حسنى مبارك والرئيس الأمريكى باراك أوباما وعاهل الأردن الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، ونتنياهو. وفيما يبدو بداية تحقق لمخاوف البعض من احتمال انهيار الائتلاف الحاكم فى إسرائيل بسبب الخلافات بين أركانه حول المفاوضات المباشرة، خاصة تجميد الاستيطان، اتهم وزراء نتنياهو بإخفاء معلومات حول المفاوضات، وطالبوا بتوضيحات حول موقفه المستقبلى من الاستيطان. ومقابل الآراء المتفائلة بإمكان تحقق السلام خلال عام، واصل وزير الخارجية الإسرائيلى، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، انتقاده لمفاوضات السلام المباشرة، التى تم استئنافها بعد عشرين شهرا من التوقف إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة المحاصر. فخلال برنامج صباحى للإذاعة الإسرائيلية أمس، قال ليبرمان: «بعيدا عن الجانب المتحمس، لابد أن يكون هناك أحد يهدئ، ويقلل التوقعات.. إننا بصدد التوقيع (على اتفاق) مع شخص يقف على أرض مهتزة»، فى إشارة إلى الرئيس عباس، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى. وأردف قائلا: «لقد أجبرته الولاياتالمتحدة على هذا اللقاء فى واشنطن. من الذى يمثله عباس، فحماس تسيطر على الأوضاع فى غزة وانتخابات السلطة تأجلت مرتين أو ثلاث مرات. أى حكومة ستتولى السلطة فى الانتخابات المقبلة يمكنها التخلى عن عباس، والقول إنه لا يمثل أحدا». واتهم الفلسطينيين بمحاولة الإضرار بعملية السلام، قائلا: «دائما ما يبحث الجانب الآخر (الفلسطينيون) عن أعذار لعدم إجراء مفاوضات جادة. وبالنسبة لهم فإن ذلك كله استعراض لتحميل إسرائيل مسئولية فشل المحادثات، لذلك لماذا نعطيهم الفرصة لإلقاء اللوم علينا؟». ورغم ذلك، شدد ليبرمان على تأييده إعطاء المفاوضات المباشرة فرصة، قائلا: «لست ضد الحكومة. لقد قلت إننى أرغب فى إعطاء رئيس الوزراء فرصة.. غير أننى أحاول البقاء قريبا من الواقعية.. إننا فى حاجة الآن إلى تسوية مرحلية طويلة الأمد». واستبعد التوصل إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين خلال العام القادم أو حتى الجيل القادم. ورجح ليبرمان ألا يوقع «عباس اتفاق سلام مع إسرائيل وألا يستقيل من منصبه كما يهدد بذلك»، مضيفا أن الحل الوحيد هو اتفاق مرحلى طويل الأمد. وفيما يتعلق بتجميد الاستيطان، الذى ينتهى فى السادس والعشرين من الشهر الجارى، رأى أنه «لا سبب واحدا يبرر تجميد الاستيطان». وقد رفض مكتب نتنياهو التعليق على تصريحات ليبرمان. وبحسب إذاعة صوت إسرائيل سقطت فى أشكول بالنقب الغربى أمس قذيفة هاون تم إطلاقها من غزة، دون وقوع إصابات أو أضرار. وقبيل إطلاق المفاوضات تبنت حركة حماس هجومين ضد الإسرائيليين، متوعدة بالمزيد لإفشال المفاوضات المباشرة.