تعتزم وزارة التضامن إدراج عدد أكبر من الأسر الفقيرة التى تسكن فى منطقة عين الصيرة فى برنامج الدعم النقدى المشروط الذى يقدم مساعدات مالية شهرية، بالإضافة إلى عدد من الخدمات التعليمية والصحية، وذلك بداية من نوفمبر المقبل، بحسب ما ذكرته هانية شلقامى، الخبيرة الاقتصادية بالبرنامج، ل«الشروق». وكانت الوزارة قد طبقت هذا المشروع، الذى يعرف باسم منحة الأسرة، فى نفس المنطقة على 161 أسرة فى سبتمبر الماضى، وحصلت كل واحدة من تلك الأسر على 200 جنيه شهريا من خلاله، وبالرغم من أن البرنامج كان يتضمن تقديم عدد من الخدمات التعليمية والصحية للأسر المندرجة فيه، والتى تعتبر التزامات تتعهد هذه الأسر بتنفيذها، إلا أنه حتى الآن لم تتلق هذه الأسر أى منها. وتتمثل هذه الخدمات فى برنامج ما بعد المدرسة الذى تنظمه الوزارة لمدة 3 أيام أسبوعيا، وكان الغرض الأساسى منه هو توفير بيئة آمنة لأطفال هذه الأسر يستطيعون فيها حل واجباتهم المدرسية، والحصول على قدر من الترفيه، إلى جانب عمل كشف طبى كامل للأسرة مرتين سنويا فى مستشفيات التأمين الصحى، وصرف الأدوية التى تحتاجها الأسر المندرجة فى البرنامج، بالإضافة إلى عقد اجتماعات يتم فيها تبادل خبرات الأسر. وتبعا لشلقامى، «لقد طلبنا من وزارة الصحة أكثر من مرة منذ بدء المشروع صرف الأدوية وإبلاغ مستشفيات التأمين الصحى بموافقتها على عمل الكشف الطبى للأسر، ولكنها لم تستجب، وقد يكون انشغالها بعدة قضايا مثل أنفلونزا الخنازير، ثم موضوع العلاج على نفقة الدولة، هو السبب فى التأخير»، تبعا لما قالته شلقامى. والتى أشارت إلى أن «آخر ما توصلنا إليه هو أننا طلبنا من وزير التضامن الاجتماعى، على مصيلحى، إرسال جواب لوزير الصحة، حاتم الجبلى، يطالبه فيه بسرعة اتخاذ أى خطوة فى المشروع، وقد فعل ذلك من أسبوعين، ولكن حتى الآن لا توجد أى استجابة أيضا». ومن ناحية أخرى، فإن الجمعيات الأهلية التى كانت ستساعدنا فى تنظيم برنامج ما بعد المدرسة، والذى يشبه ناديا للأطفال، «لم تبد أى استعداد للمساعدة، وقد توصلنا إلى أننا لن نتمكن من العمل معها، كونها تعمل من أجل الفلوس فقط»، بحسب تعبير الخبيرة. «فقد تمكنا من الحصول على منحة من مكتب محاماة كبير لاستخدامها فى تمويل هذا البرنامج، وذهبنا إلى عدد كبير من الجمعيات الأهلية والدينية، وطلبنا منها وضع تصور لهذا البرنامج، يتضمن توعية غذائية ورياضية وتعليمية للأطفال، ولكن للأسف كل التصورات تحولت إلى مشاريع سمسرة تهدف هذه الجمعيات من خلالها إلى التربح»، أضافت شلقامى. فعلى سبيل المثال أكثر من جمعية تضمن تصورها للتوعية الغذائية عمل مطعم داخل النادى تبيع من خلاله ساندويتشات للأطفال، بحسب شلقامى، مشيرة إلى أن اثنين فقط من الجمعيات الكبيرة وهما «عشانك يا بلدى» و«ألوان وأوتار»، هما اللتان استجابتا ووضعتا تصورا للبرنامج، ولكن للأسف «كانت مقترحاتهما مكلفة جدا، وعندما حاولنا التحاور معهما حول إمكانية تخفيض التكليف، دخلنا فى نفق مظلم، وبالتالى لم نتمكن من تنفيذ أى شىء فى المشروع». وتستنكر شلقامى من عدم إبداء العديد من الجهات استعدادا للمساعدة، وتقول «طوال الوقت نقول نحن لا نستطيع مساعدة الفقراء لأننا لا نتمكن من الوصول إليهم، وعندما نصل إليهم، لا نجد بسهولة من يساعدنا، وفى النهاية نضع هدف تخفيض الفقر من أولويتنا، فكيف سنصل إليه بهذا الحال؟»، تتساءل الخبيرة.