يتابع الكاتب سمير مرقص باهتمام كل ما تقدمه الدراما المصرية عن شخصية القبطى، وذلك ليس من منطلق أنه مسيحى، بل باعتباره باحثا ومهتما بشئون المواطنة فى المجتمع المصرى، يؤكد مرقص أن الدراما المصرية تجاوزت النظرة التقليدية السطحية لتقديم شخصية القبطى على الشاشة، أو استخدامها فى عمل توازنات دون أن يكون ذلك مبررا دراميا. وقال إن طريق التناول فى مسلسل «الحارة» جاء بطريقة مقنعة للغاية، فعندما يستعرض المسلسل مجتمع الحارة لابد وأن يغوص فى حياة أسرة مصرية يعتنق أفرادها الديانة المسيحية، ويقدمها كأسرة حقيقية بكل ما فيها من مشاكل وأحزان وأحلام وطموحات، كذلك يقدم تركيبات مختلفة بين أب وأم يعانيان من الوحدة بسبب غياب الأبناء. بينما الأبناء ينشغل كل منهم بحياته الخاصة ومشاكله، وفى نفس الوقت تظهر شخصية مسيحية غير سوية متمثلة فى زوج البنت الانتهازى، وهذا يؤكد صدق التناول لأن المسيحى هو فى النهاية إنسان يمكن أن يكون شخصية خيرة أو شريرة، ولكن فى النهاية تعامل المسلسل مع القبطى باعتباره مواطنا مصريا وجزءا أصيلا فى نسيج المجتمع. كذلك أشاد بذلك التناول الذكى الذى قدمه مسلسل «أكتوبر الآخر» لشخصية جرجس وشبيهه أبوالمجد، والتى كانت بمثابة صياغة جميلة لفكرة أن المسلم والمسيحى هما وجهان لعملة واحدة اسمها المواطن المصرى. وأوضح سمير مرقص أن الدراما بدأت فى تحطيم الصورة، التى ارتبطت لسنوات بشخصية القبطى على الشاشة، والتى بدأت فى السبعينيات بعد أن تدين المجال العام، وظهرت الطائفية، وأصبحت هناك حساسية فى تناول الشخصية المسيحية على الشاشة، ولكن بذكاء شديد بدأ الراحل أسامة أنور عكاشة وضع الأقباط فى الكادر عندما قدم عائلة قبطية فى مسلسل الشهد والدموع، وقدم من خلالها شخصيات حقيقية تعيش فى المجتمع المصرى وليست شخصيات من وحى الدراما. فيما أشار إلى تلك الصورة التى ظلت لسنوات طويلة فى الأفلام المصرية، والتى كان يظهر فيها المسلمون والأقباط واليهود باعتبارهم مواطنين مصريين ودن أن نشعر بأى حساسية من هذا التناول الذى كان يعبر عن حياة حقيقية، وذكر مرقص أن فيلم «البوسطجى» المأخوذ عن رواية ليحيى حقى وكتب له السيناريو والحوار موسى صبرى، دارت أحداثه كلها فى قريةأهلها من الأقباط، ولكننا لا نشعر بهذا التصنيف ونحن نشاهد العمل الفنى، الذى عبر عن كونها قرية ذات عادات وتقاليد مصرية دون الإشارات الواضحة والمباشرة لأنها قرية مسيحية