أجمعت مصادر فلسطينية فى رام الله وعمان على أن ملف المفاوضات مع إسرائيل قد يدخل طور التجميد لفترة جراء رفض تل أبيب المسبق لبيان اللجنة الرباعية الدولية، معتبرة أنه سيمثل «شروطا مسبقة»، ومطالبة بتوجه الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات بدون تلك الشروط. عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية بحركة فتح استبعد فى تصريحات ل«الشروق» أن يصدر «قريبا» بيان الرباعية (الولاياتالمتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى وروسيا). وحول أسباب هذه الاستبعاد، أوضح الأحمد أن «رسائل وصلت للسلطة الفلسطينية تؤكد أنه لا يوجد تفاهم بين جميع الأطراف حول صياغة البيان، وأن إسرائيل ترفض بالمطلق صدور هذا البيان». وشدد على عدم تراجع السلطة عن مطلب صدور البيان، مضيفا: «الدور الآن ليس دور السلطة إنما الدور على أطراف عملية السلام.. على إسرائيل أن تقدم المخرج من الأزمة، فالرئيس (الفلسطينى محمود عباس) أبومازن متمسك بضرورة إصدار الرباعية بيانًا يرسم طريق التفاوض المباشر مع إسرائيل». فى السياق ذاته، قال حسن عصفور الوزير الفلسطينى السابق، وأحد مفاوضى اتفاقية أوسلو، ل«الشروق» إن «إسرائيل لا تريد من الرباعية أن تحدد أفقا سياسيا تلتزم به تل أبيب حتى لو خرج البيان أقل وضوحا من بيان التاسع عشر من مارس الماضى». وأضاف أن «الضغط على السلطة كبيرة للدرجة أن تنشر فيها تقارير رسمية تقول إن السلطة لن تكون لديها المقدرة على دفع رواتب موظفيها الشهر المقبل، وهو أحد أوراق الضغط على الرئيس للانصياع للمفاوضات.. الوضع غاية فى الحرج، خاصة أن هناك تخوفا أن يصدر بيان الرباعية فى صيغة تحرج العرب والفلسطينيين». وحول ما إذا كانت هناك تحركات فى دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية لوضع أى ترتيبات لمرحلة المفاوضات المباشرة، خاصة مع تلميحات إسرائيلية بأن بلغاريا قد تستضيف المفاوضات، قال الأحمد: «لا توجد مؤشرات راهنة تدفع فى هذا الاتجاه». على نفس الصعيد، قال عصفور إن «الحديث حول استضافة بلغاريا للمفاوضات يأتى من باب المجاملات فى إطار العلاقات الدولية، لكنه أمر غير وارد مطلقا.. إسرائيل تسعى إلى تسويق نفسها وكأنها الداعى إلى السلام، وذلك رغم ملفها الأسود».