أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا لكاتبها تسفي بارئيل أكد فيه أن الاحتلال الإسرائيلي ليس له نهاية كالاحتلال الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، حيث يبدأ بحرب وينتهي باتفاق ما يمكن البلد المحررة من التصرف بحرية، طالما لن تؤذي المصالح الأمريكية. وأوضح بارئيل أن إسرائيل تمتعت بنفس رفاهية الولاياتالمتحدة، حينما انسحبت من لبنان وسيناء ومرتفعات الجولان، فضلا عن قطاع غزة، غير أن الانسحاب مع الضفة الغربية، وخصوصا الأجزاء الشرقية من القدس، يعد أمرا مغايرا. وأكد الكاتب أن رفض إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية له أبعاد أخرى، حيث إن حلم تل أبيب بإنشاء إسرائيل الكبرى لم ينته بعد، مضيفا أن دولتين لشعبين هو شعار محبوب وعقلاني، يبدو أنه يعكس واقعا سياسيا، لكنه ليس قويا بدرجة كافية لوأد الحلم ومحو المعضلة النفسية للقوة. وقال الكاتب: إن ذلك هو جوهر الانفصام الإسرائيلي، حيث إن تل أبيب لديها لحظات من الصفاء، التي تبدو خلالها عقلانية ومستعدة لبدء محادثات مباشرة، وأيضا للاشتراك في محادثات السلام مع الفلسطينيين. وتابع أن بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيكون مقتنعا بأنه مستعد للرضوخ إلى الفلسطينيين، وهو على دراية بالضغط الأمريكي وبتداعيات الاحتلال الطويل على مستقبل إسرائيل، غير أنه قال إن نيتانياهو وحكومته يكونون غالبية الوقت أسرى، إذ لا يزالون تحت عبودية هوس الحلم. وأشار بارئيل إلى أن حكومة حزب الليكود وأقصى اليمين لا يعانون من ذلك المرض وحدهم، حيث إن غالبية الشعب الإسرائيلي مستسلمون له، مضيفا أنهم ليسوا يمينيين وإن منحوا أغلبية انتخابية إلى الأحزاب اليمينية. وتابع الكاتب أن إسرائيل شعبا يحلم -أو على الأقل اعتاد ذلك- بحلم استمر ل 43 عاما، وكان جزء من الحلم أن يكون هناك حق سياسي لإلحاق أراض، وأيضا 3 أو 4 مليون فلسطيني يعيشون بها، إلى إسرائيل، وبذلك فإن تل أبيب لن تتخلى عن جزء مقدس من الأرض.