يتوافد على إسرائيل هذه الأيام دبلوماسيون غربيون، فيما يشبه «الهجمة الدبلوماسية»؛ بغية إقناع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التى يهيمن عليها اليمين المتطرف، باستئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين على أساس صيغة «دولتين لشعبين». أول هؤلاء الدبلوماسيين هو المبعوث الرئاسى الروسى للشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية، ألكسندر سلطانوف، الذى لم يتأكد وصوله أمس إلى إسرائيل حتى صدور «الشروق». ويرأس سلطانوف وفدا لإجراء مباحثات مع المسئولين الإسرائيليين، كما يلتقى مسئولين فلسطينيين فى رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة. ويسعى سلطانوف للحصول من إسرائيل على رد نهائى حول مشاركتها فى مؤتمر السلام، الذى تعقده روسيا فى النصف الثانى من العام الحالى، ويعد مكملا لمؤتمر «أنابوليس» بالولايات المتحدة نوفمبر 2007. وطرحت موسكو عقد المؤتمر منذ أكثر من سنة، إلا أن تل أبيب تماطل فى الرد. وتشترط إسرائيل للمشاركة ألا تتم دعوة ممثلين عن حركة حماس، المسيطرة على قطاع غزة، وهو ما وافقت عليه روسيا بالفعل، وألا تجرى فى المؤتمر أى مفاوضات مفصلة، لا على المسار الفلسطينى، ولا على المسار السورى، والتأكيد على أن المفاوضات ثنائية، فإسرائيل غير مستعدة لأى مفاوضات فى إطار مؤتمر دولى، وأخيرا مشاركة الدول العربية «المعتدلة» لمنح الشرعية لعملية السلام. ورجحت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس الأول أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيجدور ليبرمان، موافقة تل أبيب على المشاركة، رغم أنه أعلن فى وقت سابق رفضه مبادئ «أنابوليس». ولم يستبعد المبعوث الروسى عقد لقاء مع نظيره الأمريكى، جورج ميتشل، مضيفا أن التعاون الروسى الأمريكى فى هذا المسار يتميز بطابع بناء، حسبما نقلته إذاعة «صوت إسرائيل» أمس. ويصل ميتشل إلى إسرائيل اليوم، كما يزور رام الله، ضمن جولة بالمنطقة قادته إلى تونس والمغرب والجزائر، وستقوده لاحقا إلى مصر وبعض دول الخليج؛ بهدف العمل على إعادة إطلاق عملية السلام المجمدة. وبعد اجتماعه بالرئيس الجزائرى، عبدالعزيز بوتفليقة، أمس الأول جدد ميتشل تأكيد موقفه من أن حل «دولتين لشعبين» هو الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى. وفى وقت لاحق يزور إسرائيل وزير الخارجية الإسبانى، ميجيل موراتينوس، الذى صرح أمس الأول خلال لقائه عضو الكنيست السابق، يوسى بلين، فى مدريد، بأن «أوروبا لن تقبل تنصل حكومة «بنيامين» نتنياهو من القرارات السابقة المتعلقة بالسلام». ولم يعلن نتنياهو منذ أن تولى مهام منصبه مطلع الشهر الحالى أنه ملتزم بصيغة «دولتين لشعبين». ويستقبل الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلى بواشنطن فى الرابع من الشهر المقبل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاثنين الماضى أن «أوباما سيصر على أن يحدد نتنياهو جدولا زمنيا، وإطار عمل لمباحثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية». وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكى «سيوضح لنتنياهو أنه يتوقع منه إحراز تقدم فى المسار الفلسطينى، وسيقطع أوباما عهدا على نفسه بأن يتولى شخصيا، وبصورة مكثفة التعامل مع إيران». ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسئول فى الإدارة الأمريكية قوله إن «أوباما يعتزم حقا أن يثبت لنتنياهو من هو صاحب الأمر والنهى».