أكد رئيس دائرة شئون الوطن المحتل فى منظمة التحرير الفلسطينية بلال القاسم صحة الأنباء عن تداول مضمون مذكرة فلسطينية داخلية تفيد بأن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل قال لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) إنه يجب عليه ان يتحرك بسرعة نحو إجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل مقابل مساعدة الرئيس الامريكى باراك أوباما على إقامة الدولة الفلسطينية. واضاف القاسم فى تصريحات ل«الشروق» أنه شهد بنفسه أمس الأول تلقى الرئيس «اتصالات من الادارة الأمريكية والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الايطالى سيلفيو بيرلسكونى، تحثه على التوجه إلى المفاوضات المباشرة.. هو يتعرض لضغوط على الرغم من استمرار تمسكه بضرورة تقديم الجانب الاسرائيلى ضمانات مكتوبة ترسى مرجعية محددة يمكن اعتمادها كضمان». فيما قال عزام الأحمد القيادى البارز فى حركة فتح، والذى سيرافق الرئيس عباس إلى اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية فى القاهرة على المستوى الوزارى بعد غد، إن الرئيس «سيعيد التأكيد على فشل المفاوضات غير المباشرة، وسيطالب بدعم عربى وصوت عربى واحد لدى واشنطن لممارسة ضغوط على اسرائيل من أجل الحصول منها على ضمانات مكتوبة.. فى حال فشل هذا المسعى لن يقر الرئيس الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، وسيطالب بالبحث عن بدائل أخرى ربما تحال إلى القمة العربية الاستثنائية المقبلة». وبحسب المذكرة التى يتم تداولها فإن الرئيس عباس «حذر من أن إقدامه على إلغاء شروطه للموافقة على المفاوضات المباشرة مع اسرائيل سيكون بمثابة «انتحار سياسى». وذكرت أن ميتشل قال له خلال لقائهما فى السابع عشر من الشهر الجارى انه يجب الشروع فى المفاوضات المباشرة عما قريب لإبقاء مساهمة الرئيس أوباما فى المسيرة والا فانه لن يكون فى مقدور الرئيس أوباما مساعدة عباس على لجم البناء فى المستوطنات الإسرائيلية بعد انتهاء فترة التجميد او منع هدم منازل فلسطينية فى القدسالشرقية. وأضافت أن ميتشل طالب عباس بانتهاز الفرصة السانحة، وحذره من التعويل على ان يتم استبدال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيلى آخر فى اى وقت قريبا. غير أن الأحمد والقاسم اعتبرا أن «الانتقال إلى المفاوضات بدون مرجعية يمثل انتحارا سياسيا»، وشدد القاسم على أن «الرئيس عباس لن يرضخ للضغوط». وبحسب مصدر دبلوماسى فإن «أصواتا عربية قد تطلب الانتقال إلى مفاوضات مباشرة حتى ولو كان الثمن هو مجرد وقف الاستيطان.. السلطة الفلسطيينة قد لا تريد التصريح بذلك لكنها قد تتمسك فى الوقت ذاته بأى توجه فى هذا السياق». فيما قال مصدر سورى ل«الشروق» إن «دمشق ستتصدى لأى محاولة مكن هذا النوع.. أى شكوك حول تلاعب فى توزيع الاداور عربيا على هذا النحو سيواجه بطلب سورى حاسم باعادة البحث فى مهام لجنة المبادرة ذاتها لأنها بتفويض من هذا القبيل ستكون قد خرجت على الخط المرسوم لها». أما حركة حماس، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، فقالت على لسان مسئول ملف العلاقات الدولية فى الحركة أسامة حمدان ل«الشروق»: «أعتقد أن الادارة الامريكية فشلت فى فرض أى التزام على الجانب الاسرائيلى، وأباوما خسر أمام نتنياهو.. أوباما يريد الذهاب إلى مفاوضات مباشرة بعد صفر كبير فى المفاوضات غير المباشرة». ومضى حمدان قائلا: «أرجوا ألا يحاول البعض عربيا دعم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة.. الأفضل هو الاعتراف بأن التسوية فشلت، وأن الرئيس أوباما تراجع عن وعوده، بل وينتهج فكرة سلفه (جورج) بوش».