«كوبرى المنتحرين» هو الاسم الشائع عن كوبرى قصر النيل الذى شهد 3 وقائع انتحار فى الأسابيع الأخيرة، نجحت إحداها وتحولت إلى قضية رأى عام، وحولت الكوبرى من ملتقى ونزهة للعشاق إلى مكان برائحة الموت، والسبب فى الغالب عاطفى. قبل يومين أضاف فنى إلكترونيات يدعى محمد جمال اسمه لقائمة الباحثين عن الراحة بالقفز من على سياج كوبرى الخديو إسماعيل، إلا أن قائد أحد المراكب الذى كان يمر من أسفل الكوبرى تمكن من إنقاذه، وخلال التحقيق معه أكد أنه حاول التخلص من حياته بسبب مشاجراته مع زوجته لأنه يمر بظروف اقتصادية صعبة فشل فى مواجهتها. الشهر الماضى كان مأساويا أكثر على كوبرى قصر النيل. أقدم سائق شاب، 31 سنة، على شنق نفسه أعلى الكوبرى فجرا، ونجحت المحاولة. الشاب، وفقا للتحريات، كان مرتبطا بفتاة، وتعثر فى تدبير نفقات الزواج، فقرر أن يصبح ضحية الحب. بعد الواقعة بأربعة أيام فقط شهد نفس الكوبرى محاولة انتحار أخرى كانت بطلتها ربة منزل، 35 سنة. ألقت السيدة بنفسها من أعلى الكوبرى فى المياه إلا أن محاولتها الانتحار باءت بالفشل لأن أحد أصحاب المراكب النيلية نجح فى إنقاذها، وقالت إنها تنتحر لعجزها عن رؤية ابنها بعد الطلاق. وبسبب تكرار محاولات الانتحار من أعلى كوبرى قصر النيل تقرر زيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة أعلى الكوبرى حتى يتم إحباط أى محاولات جديدة من قبل اليائسين، كما تم تخصيص وحدة إنقاذ نهرى بالقرب من الكوبرى وتعمل لمدة 24 ساعة. والملاحظ أيضا أن تكدس رواد الكوبرى فى فترة الصيف ليلا والذى تعودنا عليه كل عام قد انخفض هذا العام، حيث عملت قوات الأمن على تقليل عدد المتنزهين أعلى الكوبرى حتى لا يستغل أى يائس الزحام، ويقدم على الانتحار قبل أن يراه رجال الأمن. الكوبرى كان أحد أحلام الخديو إسماعيل للقاهرة العصرية، وافتتحه ليربط بين ميدان الإسماعيلية والجزيرة، وافتتحه فى فبراير عام 1872. ثم جدده الملك فؤاد عام 1931، وأطلق عليه اسم كوبرى الخديو اسماعيل إحياء لذكرى والده، وأضاف المنارات الجرانيتية أمام الأسود الأربعة. التعليمات الأمنية الجديدة شددت على عدم ترك أى شخص يقف بمفرده لفترة طويلة أعلى الكوبرى، حيث رصدت التحريات أن كل من أقدموا على الانتحار من أعلى الكوبرى حضروا إليه بمفردهم.