أدانت الولاياتالمتحدة بشدة أمس الأحد، نشر مستندات سرية بشأن صلات مفترضة بين أجهزة الاستخبارات الباكستانية والمتمردين الأفغان، على ما ورد في بيان نشره البيت الأبيض. وقالت صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت أمس مع صحيفتين أخريين مستندات كان نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني، إن هذه المستندات "توحي بأن باكستان، وهي حليف حقيقي للولايات المتحدة، تسمح لعناصر في جهاز استخباراتها بالتعاطي مباشرة مع طالبان". وأشارت الصحيفة، التي وصفت هذه الاتصالات بأنها "جلسات إستراتيجية سرية"، إلى أن هذه الأخيرة "تنظم شبكات لمجموعات مقاتلين يحاربون الجنود الأمريكيين في أفغانستان، حتى أنها تحضر مؤامرات تهدف إلى اغتيال قادة أفغان". وذكرت نيويورك تايمز أن صحيفتي الجارديان البريطانية ودير شبيجل الألمانية تلقتا قبل أسابيع عدة المستندات التي نشرها ويكيليكس الذي غالبا ما ينشر معلومات ذات طابع سري. ووافقت الصحف على نشر هذه المعلومات، المتخذة من 92 ألف مستند "استخدمها مسئولون في البنتاجون والقوات الموجودة على الأرض" لأنها ستنشر على الانترنت. وأضافت نيويورك تايمز أن "غالبية هذه التقارير هي تقارير روتينية، حتى أنها بلا أهمية، إلا أن الكثير منها له تأثير على حرب مستمرة منذ قرابة التسعة أعوام". من جهتها قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن المستندات التي تكشف العدد المتزايد للضحايا المدنيين الذين يقتلون على يد القوات الدولية في أفغانستان وطالبان "تعطي صورة مدمرة للحرب الفاشلة في أفغانستان". وقال مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي الجنرال جيمس حونز، في بيان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة نشر معلومات سرية من جانب أشخاص ومنظمات بإمكانها وضع حياة الأمريكيين وحلفائنا في خطر، وتهديد أمننا القومي". وأضاف جونز أن "ويكيليكس (موقع الكتروني متخصص بالتحليلات السياسية) لم يحاول الاتصال بنا بشأن هذه المستندات، إذ أن الولاياتالمتحدة لم تعلم بوجود هذه المستندات (السرية) إلا من خلال الصحافة". وأشار جونز الذي لم يؤكد أو ينف صحة ما ورد في الوثائق إلى أن هذه الأخيرة تغطي "فترة زمنية امتدت بين يناير 2004 وديسمبر 2009"، مذكرا بان الرئيس الأمريكي باراك أوباما "أعلن عن إستراتيجية جديدة في أفغانستان" في 1 ديسمبر 2009. ووصف السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة نشر المستندات السرية ب"غير المسئول" مؤكدا أن بلاده ملتزمة بالكامل في مكافحة المتمردين الإسلاميين. وقال حسين حقاني في بيان أن هذه المستندات التي نشرها موقع ويكيليكس تضمنت معلومات غير دقيقة، مضيفا أنها "لا تعكس الواقع على الأرض". وأضاف السفير أن "الولاياتالمتحدةوأفغانستانوباكستان شركاء إستراتيجيون ويحاولون معا التغلب عسكريا وسياسيا على القاعدة وحلفائها طالبان". وتابع "هذه التقارير لا تعكس شيئا أكثر من تعليقات صادرة عن مصدر واحد وعن إشاعات، وهي كثيرة على جانبي الحدود وتبين أنها خاطئة بعد دراستها بشكل أعمق".