قررت محكمة جنايات الجيزة، في جلستها المنعقدة اليوم الأحد، برئاسة المستشار إيميل حبشي، تأجيل محاكمة المتهم محمود طه سويلم، مرتكب مجزرة حافلة المقاولون العرب، والتي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح وإصابات متفاوتة، وذلك إلى جلسة 21 سبتمبر المقبل. وجاء قرار المحكمة لإيداع المتهم تحت الملاحظة بدار الصحة النفسية والعصبية بالعباسية لمدة 45 يوما، وإعداد تقرير عن حالته الصحية والعقلية لبيان مدى مسئوليته عن أفعاله، على أن يتم إيداع التقرير قبل الجلسة المحددة لنظر القضية بشهر سبتمبر القادم. وأودع المتهم قفص الاتهام في التاسعة صباحا، فيما جلس بمعزل عن بقية المتهمين على ذمة قضايا أخرى، منزويا في أحد أركان القفص رافضا الحديث إلى أي من ممثلي أو مندوبي وسائل الإعلام الذين احتشدوا بكثرة وحاولوا استنطاقه، غير أنه رفض وجلس بأرض قفص الاتهام وأشاح بوجهه نحو الجدار المقابل للقاعة، واضعا يده أعلى جبهته دون أن ينبس ببنت شفة. وردا على سؤال المحكمة له حول ما إذا كان قد ارتكب الجرائم المنسوبة إليه أم لا عقب تلاوة أمر الإحالة (قرار الاتهام) الذي أعدته النيابة العامة- أجاب المتهم مرددا عبارة واحدة (أنا لا أتذكر شيئا أو أيا من الأفعال المنسوبة إلي.. لا أتذكرها نهائيا)، فيما طلب الدفاع الحاضر عنه بإحالته إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لتوقيع الكشف الطبي عليه، وتحديد مدى سلامة قواه العقلية من عدمه، وبيان ما إذا كان مدركا لأفعاله وقت ارتكاب الحادث أم لا. وطلب الدفاع بمنحهم أجلا كافيا للاطلاع على ملف القضية، مشيرين إلى أن القضية تم التحقيق فيها وأحيل المتهم إلى المحاكمة في غضون أقل من أسبوع، الأمر الذي لم يتمكنوا معه من الاطلاع بصورة وافية على ما تضمنته القضية من أوراق ومستندات. وقال محامو الدفاع عن المتهم أمام المحكمة، إن القضية تضخمت بفعل وسائل الإعلام وأخذت وضعا يفوق وضعها الطبيعي. غير أن المحكمة قاطعت الدفاع وعقبت بالتأكيد على أن المحكمة تنظر إلى القضية بمعزل عن أية مؤثرات خارجية أو أية تغطيات إعلامية، وأنها لا تنظر إلا في أوراق الدعوى فقط. وحضر الجلسة نحو 13 شاهدا ممن كانوا يستقلون الحافلة مع المتهم وأصيبوا بطلقات نارية أو من نجوا من إطلاق الأعيرة النارية من سلاحه الآلي، وأكدوا جميعا في تصريحات لهم على هامش الجلسة لوسائل الإعلام أن المتهم هو من أقدم على إطلاق النيران عليهم، وأن قوله بعدم تذكره لأي من وقائع الجريمة هو بمثابة إدعاء كاذب لينجو مما اقترفته يداه - بحسب قولهم- مؤكدين أن المتهم من واقع معرفتهم به كزملاء له بشركة المقاولون العرب، سليم نفسيا ولم يصب من قبل بأية أمراض عصبية أو نفسية. وكان السائق المذكور قد قام بإطلاق نيران سلاحه الآلي يوم الثلاثاء قبل الماضي على زملاء له بالحافلة حيث كان يقلهم من محال إقامتهم بمدينتي حلوان و15 مايو متجهين إلى مقر عملهم بإحدى الفروع التابعة الشركة بدائرة مركز أبو النمرس بمحافظة السادس من أكتوبر. واعترف المتهم بتحقيقات النيابة العامة بأنه كان يقصد قتل المجني عليه زميله "عبد الفتاح عبد الفتاح التيتلي" لاعتقاده بقيام الأخير بأعمال حفر وتنقيب عن آثار أسفل مسكنه، فأعد لذلك سلاحا ناريا (بندقية آلية وذخيرة حية) وأخفاها أسفل مقعد القيادة بالحافلة محل الواقعة. وأكدت النيابة أن تقارير الصفة التشريحية الخاصة بالمتوفين، ثبت منها أيضا أن ما أحدثه المتهم بكل منهم من إصابات هي التي أودت بحياتهم جميعا، وكذا من التقارير الطبية الخاصة بباقي المجني عليهم من المصابين.