شهدت مسيرة حارس مرمى منتخب باراجواي السابق خوسى لويس تشيلافيرت تحقيق العديد من الإنجازات الكروية رفقة منتخب بلاده ليس فقط على الصعيد القاري ولكن أيضا على المستوى العالمي ، وقد ساهم الحارس الأسطورة بشكل فعلى وبأسلوب لعبه الفريد فى إبراز قدرة من يقف بين العارضات الثلاث على الدفاع عن المرمى من جهة وتسجيل الأهداف من الضربات الثابتة أيضا. ونقل الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" اليوم الجمعة عن تشيلافيرت قوله: "لقد كان قدرى أن أصبح حارس مرمى ، وقد حملت قبل ذلك الرقم 9 فى المباريات التى كنت أجريها مع الأصدقاء وكنت متألقا كمهاجم ، لكن الوضع تغير بعد ذلك ، إذ حدث وأن خضنا ذات مرة مباراة ولكى لا أتعرض للإصابة فى تلك المباريات أمام خصوم كانوا أكبر منا سنا ، طلب منى أخى أن أحرس الشباك ، ولعبت بعد ذلك كحارس فى مباراتين أو ثلاث وشعرت أن لى موهبة فى الدفاع عن المرمى ، وعندما تقدمت لأول مرة لأمارس كرة القدم فى ناد حقيقى ، قلت للمدرب أننى حارس مرمى ولم أغادر ذلك الموقع منذ ذلك الحين". وأكد تشيلافيرت أنه لم يكن من السهل الحفاظ على قمة مستواي لعدة سنوات ، وقال: "بكل تأكيد ، لقد وصلت للمستوى الجيد بعد كفاح طويل ، والأكثر من ذلك ، عندما أردت الالتحاق لإجراء الاختبار بنادى سبورتيفو لوجينيو ، لم يكن لوالدي الإمكانيات المادية لمساعدتي على شراء تذكرة للتنقل ولهذا قطعت مسافة خمسة كيلومترات مشيا على الأقدام وسنى لا تتجاوز الأربعة عشر عاما ، وعندما تكلمت معه حول رغبتي فى ممارسة كرة القدم رفقة سبورتيفو ، رفض بشدة فى البدء ، لكننا اتفقنا على أن أكمل دراستي حتى أنه ذهب معى للتسجيل ، وفى سن الخامسة عشر ، التحقت فعليا بالنادى ولعبت أول موسم لى فى الدوري الأول" . وقال عن كونه حارس مرمى "من يحرس المرمى كان غالبا ما يكون شخصا سمينا أو مالك الكرة ، بالنسبة لى ساعدتني ممارستي كمهاجم وقدرتى على التصدي للكرة واستعمال قدماى ، لم يكن من السهل البقاء لعدة سنوات فى الدوري الأول ، لكن هذه التجربة ساعدتني لتحسين مستواي" . وأكد الحارس الأسطورة أن حارس المرمى يساوى نصف الفريق ، وأنه من الصعب تحقيق البطولات بدون امتلاك حارس مرمى بمواصفات عالية ، وقال: "يلعب الحظ هنا دورا كبيرا ، المنتخبات العتيدة غالبا ما تملك الحراس الكبار ، ويمكننى القول أنه فى الوقت الراهن لا نكاد نجد حراسا كبارا ، بل وهم فى الطريق إلى الانقراض كما حدث مع الديناصورات فى العصور الماضية". وأشار إلى أن هناك بعض حراس المرمى قد شد انتباهه فى نهائيات جنوب أفريقيا ، وقال: "إنه الحارس السويسرى دييجو بيناجليو ، لديه قوة بدنية وشخصية فى الميدان ومهارة فى التصدي للكرة ، إنه لا يعقد الأمور كثيرا ، إنه أفضل حارس فى المونديال حتى الآن". وأضاف تشيلافيرت أن هناك معايير يتحدد بموجبها مستوى الحارس إذا كان جيدا أم لا ، وقال: "يجب أن يجتمع فى الحارس الجيد ثلاثة عناصر: الشخصية والتحكم فى الجانب النفسي والتقنية ، فبدون شخصية ليس بإمكانه اللعب فى ملعب ، وبدون التحكم فى الجانب النفسي لن يستطيع تصحيح الأخطاء بسرعة وتدارك المواقف الحرجة ، وللتقنية كذلك أهميتها بطبيعة الحال". وحول تنظيم جنوب أفريقيا لنهائيات كأس العالم ، قال تشيلافيرت: "إن جنوب أفريقيا تستحق تنظيم المونديال ، لقد بذلت مجهودا جبارا لاستقبال ضيوف العرس الكروى العالمي ، من العادى أن لا يتميز التنظيم بالكمال وأن تشوبه بعض الشوائب ، لكن على العموم الأجواء هنا رائعة وحفاوة الاستقبال لا نظير لها والناس هنا طيبون ، والملاعب جميلة". ووصف تشيلافيرت أداء المنتخبات الأمريكيةالجنوبية فى المونديال بالرائع ، وقال: "إن أداءهم ممتاز ، والمكسيك كذلك أبلت البلاء الحسن فى دور المجموعات ، المنتخبات الأوروبية المرشحة لم تبرز بالمستوى الذى كان منتظرا منها ، والمدرب الإيطالي مارتشيلو ليبى انتقد باراجواي لأنها بالنسبة إليه تكتلت فى خط الدفاع ، وبصراحة إيطاليا لعبت بشكل بطىء للغاية ولم تستطع خلق فرص تسجيل ، نفس الشىء ينطبق على إنجلترا وأسبانيا وألمانيا التى لم تبرز بمستواها المعهود". وعن خروج وصيف بطل العالم "منتخب فرنسا" ، قال: "من الصعب فهم الفرنسيين ، لا أفهم كيف أن كوكبة من اللاعبين الموهوبين والمحترفين يضعون مشاكلهم الشخصية فوق مصلحة منتخب بلادهم ، إذا كانت لديك مشاكل مع المدرب ، فانفض عنك غبار الأنانية وقل له ما شئت فى غرف الملابس ، وأدخل بعد ذلك للملعب لتمثيل بلدك وليس لتصفية حساباتك الشخصية ، الفرنسيون لم ينضجوا بعد ، فهم يعيشون فى عالم النجوم ، ولا يبدو أنهم يعيرون اهتماما لبلدهم ، نحن نقاتل فى الملعب بحثا عن الفوز" .