انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مظاهر التدين الخارجية في الشارع المصري وخصوصا في مدينة الإسكندرية، حيث يتعين على السيدات ارتداء الحجاب ليظهرن بمظهر التقوى، أما الرجال فتتوسط جباههم زبيبة الصلاة من آثار السجود خلال الصلوات الخمس. وقالت الصحيفة -على لسان مراسلها مايكل سلاكمان- إن الإسكندرية شيدت لتطل على العالم، وليس على ذاتها، غير أن منعطف التاريخ كان قاسيا عليها، إذ دفع بها إلى منحدر طويل بعد أن كانت مركزا تعليميا للعالم في العصور القديمة لتصبح اليوم مدينة مهملة ومكتظة بالسكان على البحر المتوسط. واتخذت الصحيفة من حانة الشيخ علي مثلا لتعرض من خلاله الاختلافات القاسية بين أفراد المجتمع، حيث نقلت عن محمد سليمان (32 عاما) القول، إن الحانة ليست تقليدا إسلاميا ولا يجب أن تظل مفتوحة وسط الحي الذي يسكنه، وأنه كثيرا ما رغب في إغلاقها. بينما نقلت عن نيللي رأفت وماجدة الجندي (52 عاما) صديقتي الطفولة، اللتين جلستا في الحانة ولا يعنيهما إذا ما جاء أحدهم ليشرب كحوليات بجوارهن، القول، إنهما تؤمنان بتحريم الدين شرب الكحوليات، غير أن الجميع أحرار في الاختيار، وهو الرأي الذي اعتبرته الصحيفة مختلفا عن الاعتقادات الشائعة في هذه الأيام. وأكدت الصحيفة أنه ليس من الأهمية بمكان مدى الضغط الذي تمارسه القوى المحافظة على المجتمع، حيث إن الإسكندرية لا يمكنها إدارة ظهرها للماضي، حيث كان التسامح والتنوع يتفوقان على التقاليد والأعراف.